عبد الرحمن بن أبي بكر
هو أبو عبد اللّه، و قيل: أبو محمد، و قيل: أبو عثمان عبد الرحمن ابن أبي بكر، عبد اللّه بن أبي قحافة، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم القرشيّ، التيمي، المكي، المدني، و أمّه أمّ رومان بنت عامر بن عويمر، كان قبل أن يسلم يدعى عبد الكعبة، و قيل: عبد العزّى، و لمّا أسلم سمّي بعبد الرحمن. صحابيّ، محارب شجاع، و أحد الرماة المعروفين. كان أكبر أولاد أبي بكر، و عرف عنه أنّه كان كثير الدعابة.
قبل أن يتشرّف بالإسلام شارك الكفّار في واقعتي بدر و أحد، و أسلم في صلح الحديبية، و شهد معركة اليمامة مع خالد بن الوليد؛ كان يسكن المدينة المنوّرة، و يتاجر بلاد الشام.
شهد حرب الجمل إلى جانب أخته عائشة التي جهّزت جيشا لمحاربة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في البصرة.
طلب معاوية بن أبي سفيان من مروان بن الحكم أن يأخذ البيعة منه إلى ابنه يزيد، فقال عبد الرحمن: جئتم بها هرقليّة تبايعون لأبنائكم! و أبى ذلك، فبعث له معاوية مائة ألف درهم ليغريه على البيعة، فردّها عبد الرحمن و قال: لا أبيع ديني بدنياي.
كان في الجاهليّة يتغزّل بليلى بنت الجودي الغسانيّة، و كان أبوها أميرا على دمشق، و بعد فتح الشام تزوّجها.
توفّي فجأة بمكان اسمه حبش أو حبشي على بعد عشرة أميال من مكّة سنة 53 ه، و قيل: سنة 55 ه، و قيل: سنة 56 ه، و قيل: سنة 58 ه، و حمل إلى مكّة و دفن بها، وقفت عليه أخته عائشة و قالت: أما و اللّه! لو حضرتك لدفنتك حيث متّ! و لو حضرتك ما بكيتك! تزوّج الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام من ابنته حفصة.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله بعض الأحاديث، و روى عنه جماعة.
القرآن الكريم و عبد الرحمن بن أبي بكر:
كان أبواه يطلبان منه أن يعتنق الإسلام، و يقولان له: أسلم كما أسلمنا و أطع أوامر اللّه، فنزلت فيه الآية 71 من سورة الأنعام: قُلْ أَ نَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَ لا يَضُرُّنا وَ نُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ ....
بعد أن ألحّ عليه أبواه بأن يسلم، أفف بهما، فنزلت فيه الآية 17 من سورة الأحقاف: وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَ قَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي ....
و بعد أن أسلم نزلت فيه الآية 19 من نفس السورة: وَ لِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَ لِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ ....[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 579
[1]أعلام القرآن، ص 579