الجبین
الجبين ما بين القصاص إلى الحاجبين، و قيل: فوق الصّدغ، و هما جبينان عن يمين الجبهة و شمالها. و القول الأوّل أقرب إلى الاستعمال، لأنّه يقال: عرق جبينه و انبسط، و قطّب جبينه، فبينه و بين «الجبهة» ترادف، كما أنّه أقرب إلى هذا الأصل أيضا، لأنّه ينقبض و ينكمش عند الخوف، و هي صفة الجبان.
و لا نستبعد أن يكون «الجبين» أصلا برأسه هنا؛ إذ هو ليس صفة على «فعيل» بمعنى «فاعل» أو «مفعول»، بل اسم صريح، و يدلّ على ذلك عدم اشتقاقه من فعل، أو اشتقاق لفظ منه، و كذا جمعه على: أجبن و أجبنة و جبن، فهي صيغ تستعمل للأسماء دون الصّفات غالبا.
كما ورد هذا المعنى في العبريّة بلفظ «جبن»، و ما يقاربه في الآراميّة و السّريانيّة بلفظ «جبينا»، أي الحاجب. و هذا ما حمل بعض المستشرقين على القول بأنّ «الجبين» دخيل في العربيّة، و أنّه دخل هذه اللّغة من الآراميّة و السّريانيّة.[1]
قال تعالی فی قصة ذبح اسماعیل علیه السلام:«فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ» [2] ای صرعه للجبین.
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 16
[1]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 16
[2]الصّافّات: 103