الأذقان
الذَّقَن : مجمع اللحيين. و الْأَذْقَان جمع قلة الذّقن كسبب و أسباب، و جمع الكثرة ذُقون كأسد و أسود.[1]
قال تعالی:«إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً»[2] أي يسقطون على الوجوه ساجدين عن ابن عباس و قتادة و إنما خص الذقن لأن من سجد كان أقرب شي ء منه إلى الأرض ذقنه و الذقن مجمع اللحيين «وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ» أي و يسجدون باكين إشفاقا من التقصير في العبادة و شوقا إلى الثواب و خوفا من العقاب.[3]
و قال تعالی:«إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ »[4] يعني أيديهم كنى عنها و إن لم يذكرها لأن الأعناق و الأغلال تدلان عليها و ذلك أن الغل إنما يجمع اليد إلى الذقن و العنق و لا يجمع الغل العنق إلى الذقن. و اختلف في معنى الآية على وجوه :
أنه سبحانه إنما ذكره ضربا للمثل و تقديره مثل هؤلاء المشركين في إعراضهم عما تدعوهم إليه كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه لا يمكنه أن يبسطهما إلى خير و رجل طامح برأسه لا يبصر موطئ قدميه عن الحسن و الجبائي.
أن المعنى كان هذا القرآن أغلال في أعناقهم يمنعهم عن الخضوع لاستماعه و تدبره لثقله عليهم و ذلك أنهم لما استكبروا عنه و أنفوا من اتباعه و كان المستكبر رافعا رأسه لاويا عنقه شامخا بأنفه لا ينظر إلى الأرض صاروا كأنما غلت أيديهم إلى أعناقهم عن أبي مسلم.
أن المعنى بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي فجعلت أيديهم إلى أعناقهم فلم يستطيعوا أن يبسطوا إليه يدا عن ابن عباس و السدي.
أن المراد به وصف حالهم يوم القيامة. «فَهُمْ مُقْمَحُونَ» أراد فهم مرفوعو الرأس برفع الأغلال إياها عن الأزهري و يدل على هذا المعنى قول قتادة مقمحون مغلولون .[5]
المنابع:
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 6، ص 688
مجمع البحرين، ج 6، ص 254
[1]مجمع البحرين، ج 6، ص 254
[2]الإسراء: 107 - 109
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 6، ص 688
[4]یس: 8
[5]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 651