الحاصب
الحصب: الحجارة و الحصى؛ و الحصب: الرّمي بالحصباء. و الحاصب: ريح شديدة تحمل التّراب و الحصباء.
قال تعالی: «فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا»[1] قال أغلب المفسّرين: الحاصب: الحجارة، و المرسل عليهم قوم لوط، لأنّهم أهلكوا بها، و قال بعضهم: الحاصب: الرّيح، و المرسل عليهم عاد، لأنّهم أهلكوا بها. و القولان متقاربان في اللّغة؛ إذ الحاصب: الرّيح ذات الحصب، أي الحجارة و الحصی، فاللّه تعالى وجّه الرّيح المحمّلة بالتّراب و الحجارة نحوهم، و بعثها عليهم فدمرّتهم تدميرا، و هذا ما يفيده معنى الارسال. و لكنّهما متباعدان في الاستعمال القرآنيّ كما رأيت، لأنّ عامل العذاب يدلّ على المعذّب، فنظر الفريق الأوّل إلى سياق القرآن، و نظر الفريق الثّاني إلى أصل اللّغة.[2]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 12، ص 362
[1]العنکبوت: 40
[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 12، ص 362