الجُیوب
المجموعات : الأعضاء والجوارح

الجیوب

الجيب: قوارة القميص و الدّرع و نحوهما، و الجمع: جيوب. و يقال مجازا: جيب الأرض، أي مدخلها، و فلان ناصح الجيب: أمين، و يراد بجيبه قلبه و صدره. و أمّا الجيب المعروف في زماننا، فهو ممّا ولّد خلال العصور اللّاحقة لصدر الإسلام، و لم يعهده العرب سابقا و لم يضعوا له اسما؛ إذ تداولوه بعد دخول الأمم الأخرى الإسلام، و أطلقوا عليه هذا اللّفظ تسامحا.

قال تعالی بشأن اليد البيضاء معجزة لموسى عليه السّلام:«وَ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ»[1] .

و قال في حكم عفاف النّساء و ستر زينتهنّ عن الرّجال الأجانب: «وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ»[2] .فانه كانت قمص النّساء في الجاهليّة مفروجة واسعة، تبدو منها نحورهنّ و صدورهنّ و قلائدهنّ و شعورهنّ و ترائبهنّ و سوالفهنّ و ثديّهنّ، و ما يحيط بها من الحليّ في الأذن و النّحر، لأنّهنّ كنّ يسدلن الخمر من ورائهنّ، فتبقى هذه مكشوفة زينة لهنّ، فأمرن بأن يسدلنها من قدّامهنّ حتّى يغطّينها. فهذا إرشاد إلى طريقة سترهنّ بعض مواضع الزّينة، و هو من أحسنها و أقواها جلبا للأنظار، و لهذا قدّمها خاصّة على النّهي عن إبداء زينتهنّ عامّة، فإنّ سترها يكفل قسما عظيما من ستر الزّينة المنهيّ عن إبدائها. و المراد بالضّرب مجرّد الإرسال و الإسدال. و الشّدّ بنفس الجيوب دون ماوراءها من الصّدور، و حينئذ فلفظة (على) لاستيلاء الخمر و إحاطتها على الجيوب بحيث لا يخلو موضع منها عن السّتر.[3]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 10، ص 524

 

[1]النّمل: 12

[2]النور: 31

[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 10، ص 524