السحاب
أصل السَّحْب الجرّ و منه السَّحَاب إمّا لجرّ الرّيح له أو لجرّه الماء أو لانجراره في مرّه. و السَّحَاب: الغيم فيها ماء أو لم يكن. قال تعالى: «وَ يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ»[1] . و قد يذكر لفظه و يراد به الظّلّ و الظّلمة على طريق التّشبيه قال تعالى: «أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْض »[2] .[3]
ثم إن التمعن في ما يخص بتكون السحاب يكشف لنا عن أسرار لطيفة منها:
ان الغيوم بحار معلقة في السماء، وما أعظم الإله الذي يرسل كل هذا الماء إلى السماء خلافا لقانون الجاذبية، ويقوم بنقله بسهولة من نقطة إلى اخرى.
إن أغلب السوائل لا تتبخر إذا لم تصل إلى درجة الغليان، إلاأن الماء من السوائل المستثناة حيث يتبخر في أي درجة من الحرارة، ولولا هذه الميزة في الماء لما تبخرت قطرة واحدة من ماء البحر، ولما تكونت الغيوم، ولما نزلت المطر ولاحترقت اليابسة من الجفاف.
ان أثناء عملية التبخر يتبخر الماء الصافي فقط، وتبقى الأملاح والذرات الاخرى التي فيه في مكانها، أي أن هناك عملية تصفية طبيعية كي ينال البشر المياه الصالحة.
انه لو لم تكن الطبقات العليا من الجو أكثر برودة من الطبقات السفلى لما امطرت الغيوم المضطربة في الجو أبدا، ولكن هذا الاختلاف في درجات الحرارة هو الذي يؤدي إلى نزول الأمطار، وكذلك لو كانت قدرة إشباع ذرات البخار متساوية في الهواء البارد والحار لما نزلت الأمطار، ولكن بما أن الهواء البارد له قدرة إشباع ضعيفة فانه ينزل البخار الذي تحول إلى ماء.
إن ارتفاع الغيوم عن سطح الأرض أكثر من ارتفاع اعلى نقاط الأرض ولهذا فلا تحرم أية بقعة من الاستفادة من ماء المطر.
بالاضافة إلى كل هذا فان للغيوم تأثيرا ملموسا في خفض درجة الحرارة شتاء وخفض درجة الحرارة صيفا.
إن الغيوم تحمل الشحنات الكهربائية المختلفة حيث تؤدي إلى وقوع الرعد والبرق.[4]
المنابع:
نفحات القرآن، ج 2، ص 193
مفردات ألفاظ القرآن، ص 399
[1]الرعد: 12
[2]النور: 40
[3]مفردات ألفاظ القرآن، ص 399
[4]نفحات القرآن، ج 2، ص 193