الحارث بن قیس(إبن الطلاطلة)
هو الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي، السهمي، الخزاعي، المعروف بابن الغيطلة أو الطلالة، و هي أمّه.
من سادات و أشراف قريش في الجاهلية، و كانت تجمع عنده الأموال التي كانوا يهبونها لأصنامهم. كان يعبد الأحجار، فيتّخذ حجرا فيعبده، فإذا وجد أحسن منه تركه و عبد الآخر. كان من ألدّ خصوم النبي صلّى اللّه عليه و آله، و من أشدّهم ايذاء و استهزاء به، و أكثرهم غمزا له. يقال: إنه أسلم و صحب النبي صلّى اللّه عليه و آله و هاجر إلى الحبشة، و كثير من المؤرخين و المحققين ينكرون صحبته. دعا عليه النبي صلّى اللّه عليه و آله بالهلاك، فاستجيبت دعوته، فهلك قبل واقعة بدر على أثر تناوله حوتة مملوحة، فلم يزل يشرب الماء حتى مات، و قيل: مات على أثر إصابته بداء الذبحة، و قيل: امتلأ رأسه قيحا، فهلك.
القرآن العظيم و الحارث بن قيس
شمله قوله تعالی: «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ»[1] . و نزلت فيه «ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ»[2] . كان يقول: قد غرّ محمد صلّى اللّه عليه و آله أصحابه و وعدهم أن يحيوا بعد الموت، و اللّه! ما يهلكنا الّا الدهر، فنزلت فيه «أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ ...»[3] .[4]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 277
[1]الحجر: 97 - 96
[2]غافر: 4
[3]الجاثیة: 23
[4]أعلام القرآن، ص 277