أمية بن خلف
المجموعات : الأشخاص

أمية بن خلف

هو أبو علي أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمع بن عمرو بن هصيص بن كعب، الجمحي، القرشي. من سادات و جبابرة قريش في الجاهلية، و أحد رؤساء الشرك و الضلال، الذين وقفوا أمام النبي صلّى اللّه عليه و آله ليصدوه عن أمر الإسلام، فكان من أكثر الناس إيذاء و تكذيبا و سخريّة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين. كان من جملة المشركين الذين تولّوا إهانة و تعذيب الذين آمنوا برسالة النبي صلّى اللّه عليه و آله و صدّقوه، فمثلا: كان يأتي ببلال الحبشي في الظهيرة، و يلقي به في الرمضاء على وجهه و ظهره، ثم يأمر بصخرة عظيمة فتلقى على صدره، و يقول له: لا تزال هكذا حتى تهلك أو تكفر بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و تعبد اللات و العزى، فكان بلال يجيبه قائلا أحد أحد. كان له الدور الكبير في المؤامرة التي أراد المشركون فيها اغتيال النبي صلّى اللّه عليه و آله، حيث تجمّعوا حول داره ليمنعوه من مغادرتها، فغادرها النبي صلّى اللّه عليه و آله بعد أن علم بمكرهم، و أبقى في فراشه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، فنجا من كيدهم و هاجر إلى المدينة. شارك المشركين في واقعة بدر في السنة الثانية للهجرة، فأسره عبد الرحمن بن عوف، ثم تولّى قتله بلال الحبشي و خبيب بن أساف، و كان من جملة الّذين دعا عليهم النبي صلّى اللّه عليه و آله بالهلاك في تلك الواقعة.

القرآن العظيم و أميّة بن خلف:

مرّ النبي صلّى اللّه عليه و آله يوما على المترجم له و هو في جماعة من المشركين، فأخذوا يستهزءون بالنبي صلّى اللّه عليه و آله، فغاظ النبي صلّى اللّه عليه و آله ذلك، فنزلت في أميّة و جماعته الآية: «وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.» (الأنعام/10)

و في أحد الأيام مرّ هو و جماعة من الكفار على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هو يتلو القرآن، فأخذوا يستمعون إليه، فسألوا أحدهم عما يقولوه النبي صلّى اللّه عليه و آله، فقال: و الذي جعلها بيته ما أدري ما يقول، إلّا أنّي أراه يحرّك شفتيه و يتكلّم بشي ء، و ما يقول إلّا أساطير الأوّلين، فنزلت فيه و في صحبه: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً .. (الأنعام/25).

و جاء يوما مع لمّة من المشركين إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و طلبوا منه- لكي يؤمنوا- أن يطلب من اللّه أن يجري لهم في بلادهم أنهارا كأنهار العراق و الشام، فنزلت فيهم الآية: وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً. (الأنعام/90)

و طلب من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أن يطرد من مجلسه الفقراء و المستضعفين من المسلمين، و يقرّب إليه أشراف و صناديد قريش من المشركين، فنزلت فيه الآية 28 من سورة الكهف: وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص149 - 152

 

[1]أعلام القرآن، ص149 - 152