أبو الدحداح ثابت (عمرو) بن الدحداح
هو أبو الدحداحة، و قيل: الدحداح، ثابت بن الدحداحة، و قيل: الدحداح بن نعيم بن غنم بن أياس الأنصاري؛ صحابي، محارب، شجاع.
اشترك مع المسلمين في معركة أحد، فقاتل مقاتلة الأبطال، و لما أشاع الناس في المعركة بأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قد قتل أخذ ثابت يصيح: يا معشر الأنصار إليّ، أنا ثابت بن الدحداحة، إن كان محمّد صلّى اللّه عليه و آله قد قتل فإنّ اللّه حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، فإنّ اللّه مظهركم و ناصركم. و كان خالد بن الوليد يومئذ كافرا و إلى جانب صفوف المشركين، فحمل على المترجم له و ضربه بالرمح فسقط ميّتا، و يقال: جرح في المعركة، ثم برئ من جرحه، و مات حتف أنفه بعد صلح الحديبيّة.
سأل ثابت يوما النبي صلّى اللّه عليه و آله عن النساء الحيّض، و هل يجوز للرجال مجامعتهن؟ فنزلت «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ»[1] .
كان رجل من الأنصار يدعى سمرة بن حبيب، و كانت له نخلة في بيت شخص آخر، و كان بين الحين و الآخر يدخل دار ذلك الشخص بدون استئذان، بحجة مراقبة النخلة، فاشتكى ذلك الرجل عند النبي صلّى اللّه عليه و آله، فاستدعى النبي صلّى اللّه عليه و آله الأنصاري و طلب منه أن يبيعه تلك النخلة مقابل نخلة في الجنة، فسمع بذلك المترجم له، فاشترى النخلة من الأنصاري، و جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و أخبره بأنه اشترى النخلة و يعطيها للنبي صلّى اللّه عليه و آله مقابل نخلة من نخيل الجنة، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله: سيعطيك اللّه مقابل هذه النخلة بستان في الجنّة، فنزلت فيه الآیات من سورة الليل: «إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى ... وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى »[2] . قالوا و نزلت فيه ایضا: «سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى »[3] .[4]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 215
[1]البقرة: 222
[2]اللیل: 5-4 و19 -17
[3]الأعلی: 10
[4]أعلام القرآن، ص 215