أبو الأشدّ کلدة بن اسید
كلدة بن اسيد بن خلف الجمحى ابو الأسد او ابو الأشدّ[1] رجل جسیم من شجعان العرب. و لهذا یکنی بأبی الأشدّین.[2] کان یعادی النبی صلی الله علیه و آله کثیرا و قد قصد ان یقتله فلم یوفق لذلک.[3]
قالوا عنه لما نزلت قوله تعالی: «عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ»[4] قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أمهاتكم أ تسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم الشجعان أ فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فقال أبو الأسد الجمحي: أنا أكفيكم سبعة عشر عشرة على ظهري و سبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين فنزل «وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً»[5] . و معناه و ما جعلنا الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إلا ملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار و لم نجعلهم من بني آدم كما تعهدون أنتم فتطيقونهم .[6]
و فیه ایضا نزلت قوله: «أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ»[7] ذكر أن ذلك نزل في رجل بعينه من بني جمح، كان يدعى أبا الأشدين ، و كان شديدا، فقال جل ثناؤه: أ يحسب هذا القوي بجلده و قوته، أن لن يقهره أحد و يغلبه، فالله غالبه و قاهره. و قوله: «يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً»[8] يقول هذا الجليد الشديد: أهلكت مالا كثيرا، في عداوة محمد صلى الله عليه و سلم، فأنفقت ذلك فيه، و هو كاذب في قوله ذلك.[9]
و فیه ایضا نزلت قوله تعالی: «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ»[10] خاطب بهذا منكري البعث. و قال ابن عباس: الإنسان هنا: الوليد بن المغيرة. و قال عكرمة: أبي بن خلف. و قيل: نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي.[11]
و قالوا قوله تعالى: «أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا»[12] نزلت في أبي الأشد بن كلدة، وسمي بأبى الأشد لشدة بطشه و قوته. و نظير هذه «لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ»[13] و قوله: «أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ»[14] .[15]
المنابع:
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 30، ص 127
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 10، ص 587
الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 245
بحار الانوار، ج 18، ص 65- 66
أنساب الأشراف،ج 1،ص133
[1]علی اختلاف فی اسمه و کنیته؛ قیل اسمه اسید بن کلدة
[2]الجامع لأحكام القرآن، ج 15، ص 69
[3]بحار الانوار، ج 18، ص 65- 66
[4]المدثر: 30
[5]المدثر: 31
[6]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 10، ص 587
[7]البلد: 5
[8]البلد: 6
[9]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 30، ص 127
[10]الانفطار: 6
[11]الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 245
[12]الصافات: 11
[13]غافر: 57
[14]النازعات: 27
[15]الجامع لأحكام القرآن، ج 15، ص 69