عوف بن مالك
هو أبو عبد الرحمن، و قيل: أبو عبد اللّه، و قيل: أبو حمّاد، و قيل: أبو عمرو، و قيل: أبو محمّد عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعيّ، الغطفانيّ.
أحد صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و من رؤساء و شجعان قومه.
أسلم قبل واقعة حنين، و شهدها مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و شهد واقعة خيبر، و حمل راية أشجع يوم فتح مكّة.
آخى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين أبي الدرداء.
في سنة 8 ه شهد مع خالد بن الوليد واقعة مؤتة.
في أيّام حكومة أبي بكر بن أبي قحافة انتقل إلى بلاد الشام فنزل حمص، و بعثه عمرو بن العاص أيّام حكومة عمر بن الخطّاب إلى الإسكندريّة أيّام فتحها.
روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أحاديث، و روى عنه جماعة.
توفّي بدمشق، و قيل: بحمص سنة 73 ه أيّام حكومة عبد الملك بن مروان، و يقال: إنّ قبره بحمص.
القرآن الكريم و عوف بن مالك :
كان أهله و عياله يمنعونه من الاشتراك في الحروب و الغزوات التي كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمون يخوضونها، فنزلت فيه الآية 14 من سورة التغابن: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَ أَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ....
أسر المشركون ابنا له كان يدعى سالما، فجاء إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و شكا إليه الفاقة، و قال: إنّ العدو أسر ابني، و جزعت الأمّ، فما تأمرني؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله: «اتّق اللّه و اصبر، و آمرك و إيّاها أن تستكثرا من قول: لا حول و لا قوّة إلّا باللّه» فعاد إلى بيته و أخبر امرأته بما أمرهما النبيّ صلّى اللّه عليه و آله به، فقالت: نعم ما أمرنا به، فجعلا يقولان ذلك، فغفل العدوّ عن ابنه فساق غنمهم و كانت أربعة آلاف شاة و جاء بها إلى أبيه، فنزلت فيه الآية 2 من سورة الطلاق: وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً.
و لنفس السبب نزلت فيه الآية 3 من سورة الطلاق: وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ ....[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 743
[1]أعلام القرآن، ص 743