المسجد الأقصى
المجموعات : الأمکنة

المسجد الاقصی

المسجدالأقصى أحد أكبر مساجد العالم و أول القبلتين في الإسلام. يقع داخل البلدةالقديمة بالقدس في فلسطين. وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة.

تبلغ مساحته قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى هضبة موريا، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه. سمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة.

يُقدّسه اليهود أيضًا ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ جبل الهيكل نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.

يعتقد الكثيرون أن المسجد الأقصى هو فقط الجامع المبني جنوبي قبة الصخرة (المصلى القبلي) وهو الذي تقام فيه الصلوات الخمس الآن للرجال، والصحيح أن المسجد الأقصى هو اسم لجميع المسجد وهو كل ما هو داخل سور المسجد ويشمل الجامع القبلي وقبة الصخرة.

يحتوي على خمسة عشرة قبة منها قبة الصخرة هي المبنى المثمن ذو القبة الذهبية، وموقعها بالنسبة للمسجد الأقصى ككل كموقع القلب من جسد الإنسان أي أنها تقع في وسطه إلى اليسار قليلاً وهذه القبة تعتبر هي قبة المسجد ككل، وهي من أقدم وأعظم المعالم الإسلامية المتميزة. ويعود تاريخ تاشييدها إلى العهد الأموي عام 72هـ وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الصخرة التي تقع داخل المبنى والتي عرج منها النبي  إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج  لأن الصخرة هي أعلى بقعة في المسجد الأقصى. وقبة الصخرة هي حالياً مصلى النساء في المسجد الأقصى. والصخرة غير معلقة كما يعتقد عامة الناس، لكنه يوجد أسفلها مغارة صغيرة.

كان الأقصى قبلة المسلمين الأولى وقبلة يهود يثرب لكن الله أمر النبي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام: قال تعالی: «قد نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ...وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ»[1] . وعن جابر بن عبد الله، عن النبي  أنه قال: «صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ.

وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج حيث أنه أسرى بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي إماماً بالانبياء ومنه عرج النبي إلى السماء. وفي السماء العليا فرضت عليه الصلاة.

قال تعالی:«سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»[2] فيدل على بركة المسجد ومكانته عند الله وعند المسلمين. فالأقصى هو منبع البركة التي عمت كل المنطقة حوله.

تاریخ المسجد الاقصی

لا يُعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن ورد في أحاديث أن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا، وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني أنهم الملائكة، أو النبي آدم أبو البشر، أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف في ذلك إلى الاختلاف في الباني الأول للكعبة، وقد رجّح الباحث عبد الله معروف بأن آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، و أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده وتحديد مساحته التي تتراوح ما بين 142 و144 دونماً.

قدمت إلى مدينة القدس وسكنتها قبيلة كنعانية (3000 – 1550 ق م)، وهم الذين بنوا مدينة القدس وأسموها اور شليم (مدينة السلام) وفي تلك الفترة، هاجر النبي إبراهيم إلى مدينة القدس، وعمّر المسجد وصلّى فيه، وكذلك ابنهإسحق وحفيده يعقوب من بعده.

وبعد ذلك آل أمر مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى الفراعنة(1550 - 1000ق.م)، ثم استولى عليها لاحقًا العمالقة، ثم فتح المدينة النبي داود ومعه بنو إسرائيل عام 995 ق.م، فوّسع المدينة وعمّر المسجد الأقصى. ثم استلم الحكم ابنه سليمان، فعمّر المسجد وجدّده مرة أخرى، وهذا البناء لسليمان هو الذي يقول اليهود هيكل سليمان وبوفاة النبي سليمان، انتهى حكم بني إسرائيل الذي دام 80 عامًا.

بعد وفاة سليمان، انقسمت دولة بني إسرائيل إلى مملكة إسرائيل في الشمال، و مملكة يهوذا في الجنوب ومعها القدس، وما لبثت أن هاجمها البابليون وأحرقوا الهيكل، وسبوا اليهود إلى بابل فيما عٌرف بالسبي البابلي بعد ذلك هزم الفرس البابليين، وسمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم، فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا في بناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه.

عندما تولّى أبو بكر خلافة المسلمين قام بتسيير جيش أسامة بن زيد لفتح الشام وما لبث أن تُوفي ابو بکر فتولّى عمر بن الخطاب الخلافة، فولّى أبا عبيدة بن الجراح قيادة الجيش الفاتح لبلاد الشام فوصل  إلى مدينة القدس وكانت تُسمى إيلياء فحاصرهم حتى تعبوا وأرسلوا يطلبون الصلحَ وتسليم المدينة بلا قتال، واشترطوا أن يأتي خليفة المسلمين بنفسه إلى القدس ليتسلّم مفاتيحها منهم، فخرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة حتى وصل القدس، وذلك عام 15ه، وكان المسجد في عهده عبارة عن مسجد خشبي يتّسع لحوالي 1000 شخص، وبقي على حاله إلى زمن معاویة.

في عام 1099م ، سيطر الصليبيون على القدس، أثناء الحملة الصليبية الأولى و أطلقوا عليه اسم معبد سليمان، , بعد حصار 1187 استطاع صلاح الدين الأيوبي بإستعادة القدس من يد الصليبيين، وأجريت العديد من الإصلاحات والتجديدات في المسجد الأقصى.

وبعد وصول العثمانيين إلى السلطة في 1517، لم يقوموا بأي تجديدات أو إصلاحات للمسجد نفسه، لكن قاموا ببعض الإضافات للحرم الشريف ككل.

في أعقاب إستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية في حرب 1967م، قامت بعدة حفريات خارج ساحات المسجد الأقصى أو كما تسميه بجبل الهيكل. قاموا بحفريات جديدة للكشف عن آثار مزعومة على بعد 60 متر من الحرم القدسي وقد أثارت هذه الحفريات غضب العالم الإسلامي، واتهموا الإسرائليين بمحاولة تدمير أسس المسجد.[3]

المنبع:

الموسوعة الحرة ویکیبدیا

 

[1]البقرة: 144 - 145

[2]الاسراء: 1

[3]الموسوعة الحرة ویکیبدیا