الأسباط
السبط في اللّغة ولد الولد، أو ولد البنت، أو الولد نفسه، و يأتي بمعنى القوم أو القبيلة، و له معان أخر. و الأسباط في القرآن الكريم هم أسباط نبيّ اللّه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السّلام من ذراريه الاثني عشر.قال تعالی:«وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً»[1] .
كان ليعقوب عليه السّلام اثنا عشر ولدا، و هم: روبين، و شمعون، و يهودا، و يساكار، و زبولون، و بنيامين، و دان، و نفتالي، و جاد، و أشير، و هم آباء الأسباط العشرة، و يوسف عليه السّلام أنجب ولدين هما: منشي و أفرائيم، فصار من كل واحد منهم سبط، أما لاوي بن يعقوب عليه السّلام فلم يكن له نصيب في أحد من الأسباط.
قام يوشع بن نون وصيّ موسى بن عمران عليه السّلام بتقسيم الأراضي المقدّسة في فلسطين بين أسباط يعقوب عليه السّلام، و أعطى الكهانة لأولاد لاوي بن يعقوب.
كان الأسباط متآخين و متّفقين فيما بينهم، يحكمون البلاد المقدّسة في فلسطين حكومة واحدة حتى زمان سليمان بن داود عليه السّلام، و بعد وفاة سليمان عليه السّلام انقسمت حكومتهم إلى حكومتين، إحداها يحكمها ذراري الأسباط العشرة باسم مملكة يهوذا، و الحكومة الثانية شكّلها ذراري سبطي يوسف عليه السّلام، و ترأسها رحبعام بن سليمان، باسم مملكة إسرائيل.
كان أكثر الأسباط و ذراريهم مؤمنين باللّه صلحاء، و من المؤرّخين من جعلهم في عداد الأنبياء و المرسلين.
سئل الامام الباقر عليه السّلام عن أولاد يعقوب هل كانوا أنبياء بأجمعهم؟ فقال عليه السّلام: لا، و لكنهم كانوا أسباطا أولاد أنبياء، و لم يفارقوا الدنيا إلّا سعداء، تابوا و تذكّروا ما صنعوا.
ذراري الأسباط شكّلوا أمما و قبائل، فمثلا: روبين كان له أربعة أولاد فتوالدوا حتى صاروا أكثر من خمسين ألفا، و يهودا أنجب خمسة أولاد فتكاثروا حتى صار عددهم أكثر من أربعة آلاف و أربعمائة نسمة، و بلغ ذراري شمعون حوالي ستين ألفا، و أصبح ذراري لاوي حوالي اثنين و عشرين ألفا، و أمّا ذراري دان فبلغوا أكثر من ستين ألفا، و أمّا أعقاب زبولون جاوزوا الخمسة و الخمسين ألفا، و بلغ ذريّة نفتالي أكثر من ثلاثة و خمسين ألفا، و أما جاد فبلغ عدد ذراريه أكثر من أربعين ألفا، و أشير جاوز عدد ذراريه الواحد و الأربعين ألفا، و بلغ ذراري يوسف الصدّيق عليه السّلام أكثر من سبعين ألفا، و أعقاب بنيامين جاوزوا الخمسة و الثلاثين ألفا.
و هناك من قال: إنّ الأمم التي تناسلت و صارت من أبناء نبي اللّه يعقوب عليه السّلام- الاثني عشر- يسمّون بالأسباط. [2]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 82
[1]الأعراف: 160
[2]أعلام القرآن، ص 82