البیت المعمور
الأصل في «ب ی ت» المبيت ليلا و منه البيت و هو المأوى الّذي يتّخذ ليلا، ثمّ أطلق على كلّ مأوى، و نسب البيت إلى أماكن مقدّسة لدى المسلمين و النّصارى و اليهود، مثل: بيت اللّه.
و البیت المعمور فی قوله تعالی:«و الطُّورِ* وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ* فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ* وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ»[1] أطال المفسّرون في تفسيرها، و المتحصّل منها رؤيتان: إحداهما: حمل ما ذكر على معان مقدّسة سامية، فالطّور: طور موسى، و الكتاب: التّوراة و القرآن، أو كتاب كتبه اللّه للملائكة و ما أشبهها، و البيت المعمور: بيت في السّماء حيال الكعبة تطوف حوله الملائكة، أو البيت الحرام، أو قلب العارف و نحوها.
ثانيتهما: حملها على معانيها اللّغويّة الدّائرة عند النّاس، فالطّور: مطلق الجبل، و الكتاب: كلّ ما يكتب و يسطر، و البيت المعمور: كلّ بيت عمّر ليعيش فيه النّاس، و السّقف المرفوع: سقف تلك البيوت، أو السّماء و هي السّماء، و البحر هو البحر.
فعلى هذه الرّؤية أقسم اللّه في هذه الآيات بجملة من نعمه على العباد، و ما خلق اللّه لمعيشتهم كالجبل و السّماء و البحر و الكتاب و البيت. و بناء على الرّؤية الأولى فأقسم بجملة من المقدّسات.[2]
قال الطبرسی: هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس و مجاهد و روي أيضا عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: و يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا. و روي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلی الله علیه وآله قال: البيت المعمور في السماء الدنيا و في السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخل فيه جبريل كل يوم طلعت فيه الشمس و إذا خرج انتفض انتفاضة جرت منه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه فيفعلون ثم لا يعودون إليه أبدا. و عن ابن عباس قال قال رسول الله صلی الله علیه وآله: البيت الذي في السماء الدنيا يقال له الضراح و هو بفناء البيت الحرام لو سقط سقط عليه يدخله كل يوم ألف ملك لا يعودون إليه أبدا. و قيل البيت المعمور هو الكعبة البيت الحرام معمور بالحج و العمرة عن الحسن و هو أول مسجد وضع للعبادة في الأرض .[3]
المنابع:
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 248
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 7، ص 227
[1]الطور: 1 - 4
[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 7، ص 227
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 248