الحارث بن هشام
هو أبو عبد الرحمن الحارث، و قيل: الحرث بن هشام، و قيل: هاشم بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي، المخزومي، المكّي، و أمّه أمّ الجلاس بنت عثمان المخزوميّة، أخو أبي جهل و ابن عمّ خالد بن الوليد.
صحابي مكّي من المؤلّفة قلوبهم. أسلم يوم فتح مكّة في السنة الثامنة للهجرة، و سكن المدينة المنوّرة، و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله واقعة حنين.كان في الجاهلية من سادات و أشراف قومه، شهد واقعة بدر مع المشركين و هو كافر، ثم انهزم، و كان من المطعمين في تلك المعركة. يوم فتح مكة أجارته أمّ هاني بنت أبي طالب عليه السّلام، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله لها: قد أجرنا من أجرت، فنجا من سيف الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام الذي أراد قتله.
في أيام أبي بكر بن أبي قحافة، و قيل: في أيام عمر بن الخطاب، خرج بأهله و أمواله من مكّة إلى الشام، و شهد بها واقعتي فحل و أجنادين، و لم يزل بها حتى هلك في طاعون عمواس سنة 18 ه، و قيل: سنة 17 ه، و قيل: استشهد يوم اليرموك في رجب سنة 15 ه.
في السنة الثامنة من الهجرة- لمّا افتتح النبي صلّى اللّه عليه و آله مكّة- أمر بلالا الحبشي أن يؤذّن فوق سطح الكعبة، فلما أذّن و سمعه الناس، قال الحارث: وا ثكلاه! ليتني متّ قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة.
تزوّج عمر بن الخطاب من ابنته أم حكيم.
كان من جملة الذين نقضوا العهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله، و همّوا بإخراجه من مكّة، فشمله قوله تعالی:«وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ...»[1] .
و نزلت فيه و في بقية المشركين المطعمين ببدر: «الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ»[2] .
و في يوم فتح مكة أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله بلالا أن يصعد الكعبة و يؤذّن في الناس، فلما أذن و سمعه الناس قال المؤلفة قلوبهم و الذين في نفوسهم مرض عبارات تعبّر عن تفاخرهم بأنسابهم و كثرة أموالهم و احتقارهم للفقراء و المستضعفين أمثال بلال، فمما قاله الحارث في ذلك اليوم: أ ما وجد محمّد صلّى اللّه عليه و آله غير هذا الغراب الأسود مؤذنا؟! فنزلت فيه: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى ...»[3] .
و بعد أن أسلم هو و جماعة من المشركين يوم الفتح نزلت فيهم الآية:«عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ...»[4] .[5]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 278
[1]التوبة: 12
[2]محمد: 1
[3]الحجرات: 13
[4]الممتحنة: 7
[5]أعلام القرآن، ص 278