عطارد بن حاجب
هو أبو عكرمة عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك التميميّ. سيّد بني تميم في الجاهليّة، و من أشراف و رؤساء قومه، و من خطبائهم و شعرائهم.
و في الجاهليّة وفد على كسرى ملك فارس، و طلب منه قوس أبيه الذي كان عنده، فردّها إليه و كساه حلّة ديباج.
أسلم في السنة التاسعة من الهجرة، فاستعمله النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على صدقات بني تميم.
و بعد وفاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله صدّق و آمن بسجاح التميميّة التي ادّعت النبوّة، ثمّ رجع عن ارتداده إلى الإسلام ...
حضر واقعة القادسيّة سنة 15 ه، و قيل: سنة 16 ه، و لم يزل حتّى توفّي بعد سنة 21 ه، و قيل: حدود سنة 20 ه.
القرآن المجيد و عطارد بن حاجب :
في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة جاء هو مع أشراف قومه إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هو في إحدى حجرات أزواجه، فأخذ عطارد و بعض قومه ينادون النبيّ صلّى اللّه عليه و آله من وراء حجرات أزواجه، فخرج صلّى اللّه عليه و آله إليهم، فطلبوا المفاخرة معه، فسمع لهم، فوقف المترجم له و ألقى خطبة غرّاء فصيحة، فلمّا أتمّ كلامه أمر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثاد بن قيس أن يردّ عليه ففعل، ثمّ وقف شاعر بني تميم الزبرقان بن بدر و ألقى أبياتا يفتخر فيها على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، فأمر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حسّان بن ثابت أن يردّ عليه ففعل، و بعد نقاش طويل بين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أصحابه و بين عطارد و أعيان قومه أسلم المترجم له و من معه من بني تميم، و أهدى إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثوبا من الديباج كان كسرى قد أهداه إليه.
و بعد مناداة عطارد و قومه للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله من وراء حجرات أزواجه و قبل أن يسلموا نزلت فيهم الآية 4 من سورة الحجرات: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
و كذلك نزلت فيهم الآية 5 من نفس السورة: وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 668
[1]أعلام القرآن، ص 668