ثابت‏ بن قیس
المجموعات : الأشخاص

ثابت بن قيس

هو أبو محمّد، و قيل: أبو عبد الرحمن ثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة الخزرجي، الأنصاري، المدني، و أمّه هند بنت رهم، و زوجته جميلة بنت عبد اللّه بن أبي. أحد صحابة النبي صلّى اللّه عليه و آله الأجلّاء، و كان شجاعا خطيبا، فصيحا، شاعرا، بليغا. تولّى الخطابة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و الأنصار، فعرف بخطيب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. كان يحسن القراءة و الكتابة، فعيّنه النبي صلّى اللّه عليه و آله كاتبا من كتّابه. كان يسكن المدينة، و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله معركة أحد و ما بعدها من المعارك. آخى النبي صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين عامر بن أبي البكير، و شهد له النبي صلّى اللّه عليه و آله بالجنّة و بشّره بها، و قال صلّى اللّه عليه و آله في حقّه: نعم الرجل ثابت بن قيس. كان مواليا مخلصا للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و في أحد الأيام قال له الإمام عليه السّلام: أرادوا أن يحرقوا عليّ بيتي، فقال ثابت: لا تفارق كفّي يدك حتى أقتل دونك.

في عهد أبي بكر بن أبي قحافة كانت إليه قيادة الأنصار يوم اليمامة في حرب المسلمين مع مسيلمة الكذاب سنة 11 هـ؛ و بعد أن قاتل مقاتلة الأبطال استشهد في ذلك اليوم، و قبل وفاته قطع رجل من عساكر مسيلمة رجل ثابت، فأخذها و ضربه بها فقتله، و يقال: كانت شهادته سنة 12 هـ.

القرآن المجيد و ثابت بن قيس :

زوجته جميلة منحته بستانا كان لها، و طلبت الطلاق منه، فنزلت فيه و في زوجته الآية 229 من سورة البقرة: «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ...».

قال مرة: لو أمرنا بأن نقتل أنفسنا في سبيل الله لامتثلنا لذلك و قتلنا أنفسنا، فنزلت فيه الآية 66 من سورة النساء: «و لو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ...».

أهدى ثابت بساتينه و نخيله إلى الفقراء و المستضعفين من المسلمين، و لم يبق لعياله منها شيئا، فنزلت فيه الآية 141 من سورة الأنعام: «و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».

كان المترجم له جهوري الصوت و في أذنيه وقر، و كان إذا كلم شخصا جهر بصوته حتى مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فكان النبي صلى الله عليه و آله يتأذى من صوته، فنزلت فيه الآية 2 من سورة الحجرات: «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ....» فلما أخبر ثابت بتلك الآية قال: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه و آله فأنا من أهل النار، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله فقال: هو ليس من أهل النار هو من أهل الجنة.

في أحد الأيام حضر مجلس النبي صلى الله عليه و آله، فرأى في المجلس رجلا، فأخذ ثابت يغمز ذلك الرجل و يعيره بأمه التي كانت يعير بها في الجاهلية، فاستحى الرجل و نكس رأسه، فنزلت في ثابت الآية 11 من سورة الحجرات: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ...».

و مرة أخرى عير رجلا بأمه عند رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال له النبي صلى الله عليه و آله: انظر في وجوه القوم، فنظر، فقال النبي صلى الله عليه و آله: ما رأيت يا ثابت؟ قال: رأيت وجوها مختلفة، فمنها الأحمر و الأبيض و الأسود، فقال النبي صلى الله عليه و آله: فإنك لا تفضلهم إلا في الدين و التقوى، فنزلت الآية 13 من نفس السورة: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ...».

و نزلت فيه الآية 9 من سورة الحشر: «و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ...».[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص217

 

[1]أعلام القرآن، ص217