الطائف
الطائف هو وادي وجّ و هو بلاد ثقيف، بينها و بين مكة اثنا عشر فرسخا. و هی ذات مزارع و نخل و أعناب و موز و سائر الفواكه و بها مياه جارية و أودية تنصبّ منها إلى تبالة، و في أكنافها كروم على جوانب الجبل فيها من العنب العذب ما لا يوجد مثله في بلد من البلدان، و أما زبيبها فيضرب بحسنه المثل، و هي طيبة الهواء شمالية ربما جمد فيها الماء في الشتاء، و فواكه أهل مكة منها. و جلّ أهل الطائف ثقيف و حمير و قوم من قريش، وقبائل هذيل.
قال ابن عباس: سمّيت الطائف لأن إبراهيم، عليه السلام، لما أسكن ذرّيته مكة و سأل الله أن يرزق أهلها من الثمرات أمر الله عز و جل قطعة من الأرض أن تسير بشجرها حتى تستقرّ بمكان الطائف فأقبلت و طافت بالبيت ثم أقرّها الله بمكان الطائف فسمّيت الطائف لطوافها بالبيت. و قیل فیها غیر ذلک. إلى أن جاء الإسلام فغزاهم رسول الله، صلى الله عليه و سلم فافتتحها في سنة تسع من الهجرة صلحا و كتب لهم كتابا.[1]
جاء ذکر الطائف فی تفسیر قوله تعالی: «وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظيمٍ»[2] . قال الطبرسی: يعنون بالقريتين مكة و الطائف و يعنون بالرجل العظيم الوليد بن المغيرة من مكة و أبا مسعود عروة بن مسعود الثقفي من الطائف. و قيل عتبة بن أبي ربيعة من مكة و ابن عبد ياليل من الطائف. و قيل الوليد بن المغيرة من مكة و حبيب بن عمر الثقفي من الطائف. و إنما قالوا ذلك لأن الرجلين كانا عظيمي قومهما و ذوي الأموال الجسيمة فيهما فدخلت الشبهة عليهم حتى اعتقدوا أن من كان كذلك كان أولى بالنبوة.[3]
المنبع:
معجم البلدان، ج 4 ، ص 9
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 71
[1]معجم البلدان، ج 4 ، ص 9 ملخصا.
[2]الزخرف: 31
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 71