عروة بن مسعود
هو أبو مسعود، و قيل: أبو يعفور عروة ابن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه الثقفيّ، و أمّه سبيعة بنت عبد شمس القرشيّة. صحابيّ جليل، عرف بالكياسة و التدبير.
كان في الجاهلية من دهاة العرب و من سادات قومه بالطائف، و كان فيهم محبوبا مطاعا.
أسلم على يد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أيام صلح الحديبية، ثم طلب من النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يرجع إلى قومه و يدعوهم إلى الإسلام، فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: إنّهم قاتلوك، فقال: أنا أحبّ إليهم من أبصارهم. رجع إلى قومه و أخذ يدعوهم إلى اعتناق الإسلام، و نبذ عبادة الأصنام، فأخذوا يشاكسونه و يعاندونه، ثم احتدم الخصام و الجدال بينه و بينهم، فأخذوا يرمونه بالنبال من كل جانب، فأصابه سهم و قتله، و ذلك في السنة التاسعة من الهجرة.
سمعوه- و هو في الرمق الأخير من حياته- يقول: كرامة أكرمني اللّه بها، و شهادة ساقها اللّه إليّ، فليس فيّ إلّا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل اللّه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم.
قال النبي صلّى اللّه عليه و آله في حقّه: إنّ مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه. و شبّهه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بعيسى بن مريم عليهما السّلام.
القرآن العظيم و عروة بن مسعود:
نزلت فيه و في الوليد بن المغيرة الآية 31 من سورة الزخرف: وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. و المراد من الآية عظيم من أهل مكّة، و هو الوليد بن المغيرة أو غيره، و عظيم من أهل الطائف، و هو المترجم له.
و نزلت فيهما الآية 32 من نفس السورة: أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ....[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 656
[1]أعلام القرآن، ص 656