مقام إبراهيم‏
المجموعات : الأمکنة

مقام إبراهیم

المَقام بالفتح، و مقامات الناس - بالفتح - مجالسهم، الواحد مقام و مقامة، و قيل: المقام موضع قدم القائم، و المُقام، بالضم: مصدر أقمت بالمكان مقاما و إقامة، و المقام في المسجد الحرام: هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السّلام حين رفع بناء البيت، و قيل: هو الحجر الذي وقف عليه حين غسلت زوج ابنه إسماعيل رأسه، و قيل: بل كان راكبا فوضعت له حجرا من ذات اليمين فوقفت عليه حتى غسلت شقّ رأسه الأيمن ثم صرفته إلى الشقّ الأيسر فرسخت قدماه فيه في حال وقوفه عليه، و قيل: هو الحجر الذي وقف عليه حتى أذّن في الناس بالحجّ فتطاول له و علا على الجبل حتى أشرف على ما تحته فلما فرغ وضعه قبلة، و قد جاء في بعض الآثار أنه كان ياقوتة من الجنة.

قيل في قوله تعالى: «و اتخذوا من مقام إبراهیم مصلّی» (البقرة:125) المراد به هذا الحجر، و قيل بل هي مناسك الحجّ كلها، و قيل عرفة، و قيل مزدلفة، و قيل الحرم كله، و ذرع المقام ذراع، و هو مربع سعة أعلاه أربع عشرة إصبعا في مثلها و في أسفله مثلها و في طرفيه طوق من الذهب و ما بين الطرفين بارز لا ذهب عليه، طوله من نواحيه كلها تسع أصابع، و عرضه عشر أصابع، و عرضه من نواحيه إحدى و عشرون إصبعا، و وسطه مربّع، و القدمان داخلتان في الحجر سبع أصابع و حولهما مجوّف، و بين القدمين من الحجر إصبعان و وسطه قد استدقّ من التّمسّح به، و المقام في حوض مربّع حوله رصاص، و على الحوض صفائح من رصاص، و من المقام في الحوض إصبعان و عليه صندوق ساج و في طرفه سلسلتان تدخلان في أسفل الصندوق و يقفل عليه قفلان، و قال عبد الله بن شعيب بن شيبة: ذهبنا نرفع المقام في خلافة المهدي فانثلم و هو حجر رخو فخشينا أن يتفتّت فكتبنا في ذلك إلى المهدي فبعث إلينا ألف دينار فصببناها في أسفله و في أعلاه و هو هذا الذهب الذي عليه اليوم، و قال عبد الله بن عمرو بن العاص: الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما و لو لا ذلك لأضاء ما بين المشرق و المغرب، و قال البشّاري: المقام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب و هو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف في أيام الموسم و يكبّ عليه صندوق حديد عظيم راسخ في الأرض طوله أكثر من قامة و له كسوة، و يرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رفع جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح في أوقات الصلاة فإذا سلّم الإمام استلمه ثم أغلق الباب، و فيه أثر قدم إبراهيم عليه السّلام، مخالفة، و هو أسود و أكبر من الحجر الأسود.[1]

و أما هذه الآیة «فيه آيات بينات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا» (آل عمران:97)؛ روي عن ابن عباس أنه قرأ «فیه آية بينة مقام إبراهيم» فجعل مقام إبراهيم وحده هو الآية و قال أثر قدميه في المقام آية بينة. و قیل المراد من الآیات البینات: هو مقام إبراهيم و الحجر الأسود و الحطيم و زمزم و المشاعر كلها و أركان البيت و ازدحام الناس عليها و تعظيمهم لها. و قیل المراد منها: «مقام إبراهیم و المشعر الحرام».[2] قال الطبري في تفسیره: «و أولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب قول من قال: الآيات البينات منهن مقام إبراهيم، و هو قول قتادة و مجاهد الذي رواه معمر عنهما.. [3]

قال الإمام علي بن الحسین علیهما السلام: «إن أفضل البقاع ما بين الركن و المقام».[4]

و قال ابو جعفر الإمام الباقر علیه السلام: «و إن ما بين الركن و المقام لمشحون من قبور الأنبياء».[5]

المنابع:

معجم البلدان،ج 5،ص163

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 1، ص 421 و ج 4، ص 8 و 9

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص798

من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 245

الكافي، ج 4، ص 214

 

[1]معجم البلدان،ج 5،ص163

[2]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص798، جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 4، ص 8

[3]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 4، ص 9

[4]من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 245

[5]الكافي، ج 4، ص 214