صنعاء
إحدی المدن بالیمن، و هي عاصمتها السیاسیة الرسمیة و التأریخیة. تعتبر من أقدم المدن المأهولة بالسکان علی مر التأریخ حیث یعود تأریخها الی القرن الخامس قبل المیلاد، وتقع العاصمة وسط البلاد على منطقة جبليّة عالية وتحديداً على جبال السروات، كما ترتفع هذه المدينة عن سطح البحر ما يقارب من 2300 متر.
قال یاقوت الحموي في معجم البلدان: «صنعاء: منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها، كقولهم: امرأة حسناء و عجزاء و شهلاء، و النسبة إليها صنعانيّ على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني ... قال أبو القاسم الزجاجي: كان اسم صنعاء في القديم أزال، قال ذلك الكلبي و الشّرقي و عبد المنعم، فلمّا وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمّي الجبل نعم أي انظر، فلمّا رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة فقالوا هذه صنعة و معناه حصينة فسمّيت صنعاء بذلك، و بين صنعاء و عدن ثمانية و ستون ميلا، و صنعاء قصبة اليمن و أحسن بلادها، تشبّه بدمشق لكثرة فواكهها و تدفق مياهها فيما قيل، و قيل: سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ و هو الذي بناها، و طول صنعاء ثلاث و ستون درجة و ثلاثون دقيقة، و عرضها أربع عشرة درجة و ثلاثون دقيقة، و هي في الإقليم الأوّل، و قيل: كانت تسمى أزال ... و قال مجاهد في قوله تعالى «غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ» (سبأ:12) كان سليمان عليه السلام يستعمل الشياطين بإصطخر و يعرضهم بالريّ و يعطيهم أجورهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال: عظم البلاء و قد حضر الفرج، و قال عمارة بن أبي الحسن: ليس بجميع اليمن أكبر و لا أكثر مرافق و أهلا من صنعاء، و هو بلد في خط الاستواء، و هي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحوّل الإنسان من مكان طول عمره صيفا و لا شتاء، و تتقارب بها ساعات الشتاء و الصيف، و بها بناء عظيم قد خرب، و هو تلّ عظيم عال و قد عرف بغمدان، و قال معمر: وطئت أرضين كثيرة شاما و خراسان و عراقا فما رأيت مدينة أطيب من صنعاء، و قال محمد بن أحمد الهمداني الفقيه: صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون مرتين و يصيّفون مرّتين و كذلك أهل فران و مأرب و عدن و الشحر، و إذا صارت الشمس إلى أوّل الحمل صار الحر عندهم مفرطا، فإذا صارت إلى أوّل السرطان و زالت عن سمت رؤوسهم أربعة و عشرين شتوا ثمّ تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيّفون ثانية و يشتدّ الحرّ عليهم، فإذا زالت إلى الجنوب و صارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب من صيفهم ....». [1]
المنبع:
معجم البلدان،ج 3،ص425
[1]معجم البلدان،ج 3،ص425