الأثل
المجموعات : الأطعمة والأشربة

الأثل

الظّاهر رجوع «أثل» إلى «أصل» لفظا و معنى، فيهما من قبيل صراط و سراط، و لهذا أطلق الأثل على شجر ثابت الأصل ذو خشب صلب. كما قال ابن فارس: «يدلّ على أصل الشّي ء و تجمّعه». إلّا أنّه قد يطلق على ثمره مجازا، و هذا شائع في الأشجار. و شجر الأثل لا يكون عليه ثمرة، إلّا في بعض الأوقات يكون عليه شي ء كالعفص أو أصغر منه في طعمه و طبعه.

قال تعالی: «وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَيْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ »[1] . الآية تصف حال قوم سبأ، و ما أوقع اللّه بهم بسبب سيل العرم بعد إعراضهم عن الحقّ، من تبديل جنّتيهم ذات الثّمار الوافرة و الفواكه و الخيرات الكثيرة، بما يشبه الجنّتين ذات ثمار مرّة حامضة بشعة و شي ء من سدر قليل.

المفسّرون- إلّا النّادر منهم- جعلوها أشجارا، فقالوا: الخمط: الأراك أو كلّ شجر مرّ له شوك، أو الغضا و نحوهما. و الأثل: الطّرفاء أو شبيه منه، أو ضرب من الخشب أو الثّمر أو الآجام. و السّدر: الشّجر المعروف، و وصفوها بما فيه منافع و نعمة.

و هذه معان توافق اللّغة إلّا أنّها لا تناسب سياق الآية، فإنّ الظّاهر أنّ الألفاظ الثّلاثة في الآية وصف للأكل أو بيان لها. فالخمط الحامض أو المرّ، و هو وصف للأكل. و الأثل أريد به ثمر الأثل، أي العفص، و هو بشع فيه عفوصة و مرارة و تقبّض يعسر ابتلاعه.وَ شَيْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ المراد به الثّمر أيضا دون الشّجر، و توصيفه بالقلّة يسلب النّفع عنه لكي يناسب السّياق، و إلّا فهو مستساغ عند العرب.

فحاصل المعنى أنّه تعالى سلبهم تلك الجنّتين ذواتي أكل و نعم عظام بصحراء ذات ثمار مرّة، حامضة عفصة، و قليل من السّدر لا ينتفع به، لأنّه عفصة لا تؤكل و لا يصلح ورقه للغسول.[2]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 1، ص 298

 

[1]سبأ: 16

[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 1، ص 298