التماثیل
التِّمْثَال : الشي ء المصوّر، و تَمَثَّلَ كذا: تصوّر.[1] التِّمْثَال : اسم للشي ء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله، و جمعه التَّمَاثِيل ، و أَصله من مَثَّلْت الشي ء بالشي ء إِذا قدَّرته على قدره، و يكون تَمْثيل الشي ء بالشي ء تشبيهاً به، و اسم ذلك الممثَّل تِمْثال . و أَما التَّمْثال ، بفتح التاء، فهو مصدر مَثَّلْت تَمْثِيلًا و تَمْثَالًا.[2]
قال تعالی:«إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ »[3] أشارت إلى أحد أهمّ مناهج إبراهيم عليه السّلام، فقالت: إنّ رشد إبراهيم قد بان عند ما قال لأبيه و قومه ما هذه التماثيل التي تعبدونها؟ لقد حقّر إبراهيم عليه السّلام الأصنام التي كان لها قدسيّة في نظر هؤلاء بتعبير ما هذِهِ أوّلا، و ثانيا بتعبير التَّماثِيلُ لأنّ التمثال يعني الصورة أو المجسّمة التي لا روح لها. و يقول تاريخ عبادة الأصنام: إنّ هذه المجسّمات و الصور كانت في البداية ذكرى للأنبياء و العلماء، إلّا أنّها اكتسبت قدسيّة و أصبحت آلهة معبودة بمضي الزمان.و العکوف یوحي بأنّ أولئك كانوا يحبّون الأصنام، و يطأطئون رؤوسهم في حضرتها و يطوفون حولها، و كأنّهم كانوا ملازميها دائما.
إنّ مقولة إبراهيم عليه السّلام هذه في الحقيقة استدلال على بطلان عبادة الأصنام، لأنّ ما نراه من الأصنام هو المجسّمة و التمثال، و الباقي خيال و ظنّ و أوهام، فأي إنسان عاقل يسمح لنفسه أن يوجب عليها كلّ هذا التعظيم و الاحترام لقبضة حجر أو كومة خشب؟ لماذا يخضع الإنسان الذي هو أشرف المخلوقات أمام ما صنعه بيده، و يطلب منه حلّ مشاكله و معضلاته.[4]
المنابع:
الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 184
مفردات ألفاظ القرآن، ص 758
لسان العرب، ج 11، ص 610
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 758
[2]لسان العرب، ج 11، ص 610
[3]الأنبیاء: 52
[4]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 184