یثرب
«يثرب» هو الاسم القديم للمدينة قبل أن يهاجر إليها النّبي صلّى اللّه عليه و آله، و بعد هجرته أصبح اسمها تدريجيا «مدينة الرّسول»، و مخفّفها المدينة.
و لهذه المدينة أسماء عديدة، ذكر لها الشريف المرتضى (رحمة اللّه عليه) أحد عشر اسما آخر إضافة إلى هذين الاسمين، و من جملتها: طيبة، و طابة، و سكينة، و المحبوبة، و المرحومة، و القاصمة. و يعتقد البعض أنّ «يثرب» اسم لأرض هذه المدينة.
و جاء في بعض الروايات أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال: «لا تسمّوا هذه المدينة يثرب» و ربّما كان ذلك بسبب أنّ يثرب في الأصل من مادّة «ثرب» (على وزن حرب) أي اللوم، و لم يكن النّبي صلّى اللّه عليه و آله ليرضى مثل هذا الاسم لهذه المدينة المباركة.
«وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً * وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً.» (الأحزاب:12 و 13)
فإنّ خطاب المنافقين لأهل المدينة بـــ (يا أهل يثرب) لم يكن خطابا عشوائيا، و ربّما كان الباعث لخطابهم بهذا الاسم أنّهم كانوا يعلمون أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله يشمئز من هذا الاسم، أو أنّهم كانوا يريدون إعلان عدم اعترافهم بالإسلام و اسم مدينة الرّسول، أو أن يعودوا بأهلها إلى مرحلة الجاهلية!. [1]
المنبع:
الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 13، ص 188
[1]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 13، ص 188