بحر القلزم(البحر الأحمر)
القلزمة: ابتلاع الشي ء، يقال: تقلزمه إذا ابتلعه، و سمي بحر القلزم قلزما لالتهامه من ركبه: و هو المكان الذي غرق فيه فرعون و آله. هو أيضا شعبة من بحر الهند، أوله من بلاد البربر و السودان الذين ذكرنا في بحر الزنج و عدن ثم يمتد مغربا، و في أقصاه مدينة القلزم قرب مصر، و بذلك سمّي بحر القلزم، و يسمى في كل موضع يمرّ به باسم ذلك الموضع، فعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر و الحبش، و على ساحله الشرقي بلاد العرب، فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر ثم الزّيلع ثم الحبشة، و منتهاه من هذه الجهة بلاد البجاء الذين قدّمنا ذكرهم، و على يمينه عدن ثم المندب، و هو مضيق في جبل كان في أرض اليمن يحول بين البحر و امتداده في أرض اليمن.[1]
يستفاد من التوراة الحالية و كذلك من كلمات بعض المفسّرين أن البحر فی هذه الآیة «فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظيمِ». (الشعراء:63) إشارة إلى البحر الأحمر ... إلّا أن القرائن الموجودة و المتوفرة تدل على أنّ المراد منه هو نهر النيل، لأن «البحر» كما يقول الراغب في مفرداته يعني في اللغة الماء الكثير الواسع، و اليم بهذا المعنى أيضا. فلا مانع إذا من إطلاق الكلمتين على نهر النيل.[2]
و قیل المراد من البحرین في هذه الآیة «حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْن» هو بحر الأردن و بحر القلزم. [3]
یسمی بحر القلزم اليوم بالبحر الأحمر و سمته التوراة بحر سوف.[4]
المنابع:
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 11، ص387
معجم البلدان، ج 4، ص388
الجامع لأحكام القرآن، ج 11، ص9
التحرير و التنوير، ج 1، ص 478
[1]معجم البلدان، ج 1، ص344
[2]الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 11، ص387
[3]الجامع لأحكام القرآن، ج 11، ص9
[4]التحرير و التنوير، ج 1، ص 478