حسّان بن ثابت
هو أبو الوليد، و قيل: أبو عبد الرحمن، و قيل: أبو الحسام حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك الخزرجي، النجّاري، الأنصاري، المدني، و أمّه الفريعة بنت خالد بن خنيس الخزرجية الأنصارية، فكان ينسب إليها، و يعرف بابن الفريعة.
صحابي مشهور، و أحد شعراء النبي صلّى اللّه عليه و آله المخلصين، و أشعر أهل المدن في عصره. ولد بالمدينة المنوّرة، و قال الشعر، و أصبح من فحول شعراء الجاهلية.
في الجاهلية قصد دمشق و تقرّب بها من بلاط الغساسنة و مدح ملوكهم و نال جوائزهم، و كذلك مدح ملك الحيرة النعمان بن المنذر و حظي لديه. و بعد أن أسلم أخذ النبي صلّى اللّه عليه و آله ينصب له منبرا في المسجد، فيصعده حسان و يفاخر برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يدافع عنه و يهجو أعداءه و مناوئيه من الكفار و المشركين، و يذكر مثالبهم و عيوبهم، و كان النبي صلّى اللّه عليه و آله يقول: إنّ اللّه يؤيّد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. و كان النبي صلّى اللّه عليه و آله يخاطبه و يقول: «لا زلت مؤيّدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك».
كان أوّل من نظم الشعر الديني في الإسلام، و أدخل في شعره كثيرا من الآيات القرآنية.
كان في حياة النبي صلّى اللّه عليه و آله و بعد وفاته مخلصا للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، مواليا له، فقال فيه غرر القصائد و المدائح الكثيرة، و نظم حديث غدير خم، و لكنّه- و لسوء حظّه- انقلب على الإمام عليه السّلام حتى وصل به الأمر بأن سبّ الإمام عليه السّلام و شتمه و لم يبايعه بعد موت عثمان بن عفان، بل كان- بالعكس- يحرّض الناس عليه، و يدعو لنصرة معاوية بن أبي سفيان.
عرف بالجبن، فلم يشهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله أي مشهد من المشاهد، و في يوم الخندق جعله النبي صلّى اللّه عليه و آله مع النساء و الصبيان.
عاش 60 سنة في الجاهلية و مثلها في الإسلام، و بعد أن كفّ بصره توفّي بالمدينة المنورة سنة 40 و قيل: سنة 50 ه؛ و قيل: سنة 54 ه؛ و قيل سنة 53 ه.
له «ديوان شعر».
القرآن المجيد و حسان بن ثابت :
اشترك مع جماعة في توجيه التهمة إلى عائشة بنت أبي بكر، و قذفوها بالفاحشة، فأمر النبي صلّى اللّه عليه و آله بجلده و جلد الآخرين، فنزلت فيهم و هو منهم الآية 11 من سورة النّور: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ.
و كذلك شملته الآية 23 من نفس السورة: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ ....
و الآية 227 من سورة الشعراء: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً ... و سببها: لمّا نزلت الآية 224 من نفس السورة: وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. جاء هو و شعراء على شاكلته إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سألوه هل تشملهم الآية المذكورة؟ فنزلت الآية 227 المذكورة أعلاه، فاستثنته و غيره من الشعراء المؤمنين.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 287
[1]أعلام القرآن، ص 287