الثری
الأصل في هذه المادّة: الثّرى، أي النّدى، و الثّرى: التّراب و كلّ طين لا يكون لازبا إذا بلّ. و قيّده بعض بالتّراب الرّطب. و قد خلط كثير من اللّغويّين بين (ث ر و) و (ث ر ي)، و لم يفرّقوا بينهما، إلّا أنّهم ترجموا الأوّل بالبلل غالبا و الثّاني بالكثرة...فهل هما يرجعان إلى أصل واحد لفظا و معنى، و هو الكثرة أو الرّطوبة لتلازمهما غالبا؟ إلّا أنّ المعنى الأوّل غلب على «الثّرى» الواويّ، و الثّاني على اليائيّ، و مثله كثير في اللّغة. أو نذهب إلى أنّهما أصلان مختلفان لفظا و معنى، و الأوّل أولى و أظهر.
جاء من هذه المادّة لفظ واحد قال تعالی:«لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى»[1] رغم كثرة مجي ء صدر الآية في القرآن، فإنّها منفردة بإضافة ذيلها وَ ما تَحْتَ الثَّرى إلى الصّدر، و ذلك رعاية لرويّ الآيات. و الثّرى أيّا كان معناه: مطلق التّراب، أو التّراب النّديّ أو غيرهما، فالمراد به هنا الأرض لا غير.[2]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 8، ص 335
[1]طه: 6
[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 8، ص 335