الحوت
الحوت: السّمك، صغيرا كان أم كبيرا، و الجمع: حيتان و أحوات. و لم يصرّح أحد منهم بأنّ لفظ حوتة هو واحد الحوت، مثلما صرّحوا بأنّ السّمكة واحدة السّمك. و هذا ينبئ بأنّ الحوت مفرد لا واحد له، و ما يستعمل اليوم بالتّاء فهو من لحن العوامّ.
جاء منها «حوت» 4 مرّات، و «حيتان» مرّة، في القرآن و أريد به في بعضها كباره، و في بعضها صغاره، و في بعضها مجموعهما.
قال تعالی بشأن يونس عليه السّلام: «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَ هُوَ مَكْظُومٌ»[1] یلاحظ انه کنّى اللّه عن يونس بصاحب الحوت كما كنّى عنه في آية أخرى بلفظ ذا النّون.
و قال تعالی بشأن حرمة الصّيد يوم السّبت على بني إسرائيل و احتيالهم في ذلك: «إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ»[2] كانت الحيتان كسبت تجربة أو بإلهام اللّه إيّاهنّ و هو الحقّ أنّ القوم لا يصيدونها يوم السّبت، فتأتيهم في هذا اليوم، و لا تأتيهم في سائر الأيّام فاحتالوا في صيدها بإلقاء السّمكة في الماء يوم السّبت، و لا يخرجونها في هذا اليوم بل في غيره من الأيّام، أو كانوا يتّخذون حياضا فيسوقون الحيتان إليها يوم السّبت، و يصيدونها في غيره.
أضيفت «حيتان» إلى «هم» للإشعار باختصاصها بهم، لاستقلالها بما لا يكاد يوجد في سائر أفراد الجنس من الخواصّ الخارقة لعادة، أو لأنّ المراد بها الحيتان الكائنة في تلك النّاحية أو لما كان من ابتلائهم بها و احتيالهم على صيدها أو لمجموع ذلك.[3]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 14، ص 182
[1]القلم: 48
[2]الأعراف: 163
[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 14، ص 182