عیاش بن أبي ربیعة
المجموعات : الأشخاص

عيّاش بن أبي ربيعة

هو أبو عبد الرحمن، و قيل: أبو عبد اللّه عيّاش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ، المخزوميّ، و أمّه أسماء بنت سلامة بن مخرمة، أخو أبي جهل لأمّه.

صحابيّ من أهل مكّة، هاجر إلى الحبشة و المدينة المنوّرة.

روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بعض الأحاديث، و روى عنه جماعة.

قتل يوم اليرموك سنة 15 ه، و قيل: قتل باليمامة، و قيل: توفّي بمكّة، و قيل بالشام.

القرآن الكريم و عيّاش بن أبي ربيعة:

كان الحارث بن يزيد الغامديّ يعذّب المترجم له، و يغضبه بكلمات نابية، فتوعّده عيّاش و حلف إن ظفر به ليقتله، فلمّا أسلم عيّاش و هاجر إلى المدينة، و أسلم الحارث و دخل المدينة، و لم يعلم عيّاش بإسلام الحارث، ففي أحد الأيّام التقيا عند قبا، و قيل: عند الحرّة، فهمّ على الحارث و قتله، فوبّخه الناس على قتله الحارث الذي أسلم، فجاء عيّاش إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و ذكر له ما أقدم عليه، فنزلت فيه الآية 92 من سورة النساء: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً ....

لمّا أسلم المترجم له خاف أن يظهر إسلامه، فهرب إلى المدينة و تحصّن بها، فلمّا توارى عن أهله و عشيرته جزعت عليه أمّه، و كانت كافرة، و قالت لا بنيها الكافرين أبي جهل و الحارث بن هشام و هما إخوته لأمّه: لا أذوق طعاما و لا شرابا و لا يظلّني سقف بيت حتى يرجع إليّ عيّاش، فخرجا في طلبه، و خرج معهم الحارث بن زيد حتّى دخلوا المدينة و عثروا عليه، فقالا له: إنّ أمّك لا يؤوها سقف بيت، و حلفت لا تأكل طعاما و لا تشرب شرابا حتّى ترجع إليها، و أعطوه المواثيق على عدم إكراهه و إيذائه لاعتناقه الإسلام، فصدّقهم و تبعهم، و لمّا خرجوا من المدينة أوثقوه و كتّفوه و جلده كلّ واحد منهم مائة جلدة، ثمّ أدخلوه على أمّه، فلمّا شاهدته طلبت منه أن يرجع عن الإسلام، فارتدّ عن الإسلام فنزلت فيه الآية 10 من سورة العنكبوت: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ ....

و كذلك نزلت فيه الآية 11 من السورة نفسها: وَ لَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ.

كان هو و بعض أهل مكّة يقولون: إنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله يزعم بأنّ من عبد الأوثان و قتل النفس التي حرّم اللّه لم يغفر له، فكيف نسلم و نهاجر و قد عبدنا مع اللّه إلها آخر، و قتلنا النفس التي حرّم اللّه؟ فنزلت فيهم الآية 53 من سورة الزّمر: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ....

و نزلت فيه و في جماعة الآية 25 من سورة الفتح: وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَ نِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ ....[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 746

 

[1]أعلام القرآن، ص 746