الجوّ
المجموعات : السماء والعالم

الجوّ

الجوّ هو ما اتّسع من الأرض و اطمأنّ و برز، و الجمع: أجواء. ثمّ أطلق الجوّ على ما بين الأرض و السّماء، تشبيها بالأرض المتّسعة، كما أطلق على الهواء أيضا، لأنّه يتخلّلها.

قال تعالی:«أَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ »[1] الآية ركّزت أنّ الطّير مسخّرات، أي إنّ اللّه سخّرها للطّيران في جوّ السّماء بلا اعتماد على شي ء، ما يمسكهنّ إلّا اللّه.

قالوا فيها: وسط السّماء أي بين السّماء و الأرض، كبد السّماء، جوف السّماء، الهواء، هواء السّماء بينها و بين الأرض، وسط الهواء، الهوى بين السّماء و الأرض، الهواء البعيد من الأرض، جوّ السّماء هو السّماء، الهواء المتباعد من الأرض في سمت العلوّ، مسافة ما بين السّماء و الأرض، ما يلي الأرض منها و ما فوق ذلك هو اللّوح، ما بين السّماء و الأرض، و الفضاء الواسع بين السّماء و الأرض و هو الهواء، الهواء بين الخافقين، الهواء المتباعد من الأرض، و السّكاك و اللّوح أبعد منه، الهواء غير متباعد من الأرض.

و الاختلاف بينها ليس جذريّا و لغويّا بل كاد أن يكون لفظيّا و اعتباريّا، فإنّ التّباعد و التّقارب من الأرض و سمت العلوّ، و كذلك وسط السّماء، و الفضاء الواسع بين السّماء و الأرض أمور تختلف حسب اعتبار الأنظار، كما أنّها قد يعبّر عنها بالهواء و بالسّماء أو بجوف السّماء أو وسط الهواء. و إنّما يختلف «جوّ السّماء» كما صرّح به بعضهم عن «اللّوح و السّكاك» فهما أرفع منه من دون أن يكون لكلّ واحد منها حدّ خاصّ. و الهواء هو الجسم اللّطيف المتراكم في الفضاء دون الفضاء نفسه، لكن يطلق عليه تجوّزا و تسامحا.

و قالوا في وجه إضافة الجوّ إلى السّماء: إنّه في جانبها من النّاظر، و لإظهار كمال أجلّ القدرة، أو لارتفاعه عن الأرض. و عندنا أنّ الإضافة هنا تفيد الجزئيّة فإنّ السّماء هنا: الفضاء الواسع، دون السّقف المرتفع في قبال الأرض، و جوّها جزء منها.[2]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 10، ص 497

 

[1]النّحل: 79

[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 10، ص 497