أبیّ بن خلف
المجموعات : الأشخاص

اُبیّ بن خلف

هو أبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي، الجمحي، المعروف بالغطريف. من شخصيات و رؤساء قريش في الجاهلية، و أحد كفار و مشركي العرب في بدء الدعوة المحمّدية. كان من ألدّ خصوم النبي صلّى اللّه عليه و آله و أكثرهم إيذاء له، و أشدّهم استهزاء به و احتجاجا عليه.

كان يتوعّد النبي صلّى اللّه عليه و آله بالقتل، و اشترك مع جماعة من المشركين في الهجوم على دار النبي صلّى اللّه عليه و آله و محاولة اغتياله في الليلة التي هاجر النبي صلّى اللّه عليه و آله إلى المدينة و جعل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في فراشه.

في السنة الثالثة من الهجرة في معركة أحد، و قيل: في معركة بدر تعقب النبي صلّى اللّه عليه و آله في الشعب بمنطقة السرف على أميال من مكة و هو يقول: أي محمد صلّى اللّه عليه و آله، لا نجوت إن نجوت، فلما دنا من النبي صلّى اللّه عليه و آله تناول النبي صلّى اللّه عليه و آله الحربة من الحارث بن الصمة و طعنه في عنقه و قتله.

لما أخذ النبي صلّى اللّه عليه و آله يدعو الناس إلى الإسلام تقدم أبي بن خلف و جماعة من المشركين إليه و قالوا: لو جعل معك يا محمّد صلّى اللّه عليه و آله ملك يحدّث الناس و يرى معك، فنزلت فيه و فيهم الآية 8 من سورة الأنعام: «وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ...».

في أحد الأيام جاء هو و فريق من المشركين إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و هو يتلو القرآن، فقالوا لأحدهم: ما يقول محمد صلّى اللّه عليه و آله؟ فقال: ما أدري ما يقول و لكنّه ما يقول إلّا أساطير الأولين، فنزلت فيهم و فيه الآية 25 من سورة الأنعام: «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ...».

و جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله بعظم رميم و قال: يا محمد أ ترى اللّه يحيي هذا بعد ما قد رم؟ فنزلت فيه الآية 4 من سورة النحل: «خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ».

و كذلك جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و معه عظام بالية يفتّها بيده و هو يقول: زعم لكم محمد صلّى اللّه عليه و آله أنّا نبعث بعد ما نموت، فنزلت فيه الآية 66 من سورة مريم: «وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا».

كان من جملة الذين اتهموا عائشة بنت أبي بكر، و قيل: مارية القبطية بالفاحشة، فشملته الآية 11 من سورة النور: «إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ...».

و نزلت فيه تتمة الآية 11 من سورة النور: «وَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ».

كان متحالفا مع عقبة بن أبي معيط، و في أحد الأيام عمل عقبة وليمة، فدعا إليها النبي صلّى اللّه عليه و آله و جماعة، فلما جاء وقت الطعام قال النبي صلّى اللّه عليه و آله لعقبة: ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد بأن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله رسول اللّه، فأكل النبي صلّى اللّه عليه و آله من ذلك الطعام. فلما علم أبي بإسلام عقبة طلب منه أن يرتد عمّا أقدم عليه، و أن يهين النبي صلّى اللّه عليه و آله، فأجابه عقبة إلى ذلك، فارتد و بزق في وجه النبي صلّى اللّه عليه و آله، فنزلت فيه و في عقبة الآية 27 من سورة الفرقان: «وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا».

و جاء يوما إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله بعظم بال و قال: يا محمد ترى اللّه يحيي هذا بعد ما أصبح رميما! فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: نعم، و يبعثك و يدخلك في النار، فنزلت فيه الآية 77 من سورة يس: «أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ». و كذلك نزلت فيه الآية 78 من نفس السورة: «وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ». و جوابا لسؤاله في الآية السابقة نزلت فيه الآية 79 من نفس السورة: «قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ».

و كذلك أتى النبي صلّى اللّه عليه و آله بعظمة بالية و قال: يا محمد صلّى اللّه عليه و آله هل تتصور بأنّ هذه العظمة البالية تحيا ثانية؟ فنزلت فيه الآية 3 من سورة ق: «أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ».

و لشدة غروره و تجبره نزلت فيه الآية 6 من سورة الانفطار: «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ».

و نزلت فيه الآيات التالية من سورة الهمزة الآية 1-4:«وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ. الَّذِي جَمَعَ مالًا وَ عَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ.كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ».

في أحد الأيام اعترض أبي و جماعة من المشركين النبي صلّى اللّه عليه و آله و هو يطوف حول البيت الحرام، فقالوا: يا محمد صلّى اللّه عليه و آله هلمّ فلنعبد ما تعبد و تعبد ما نعبد، فنزلت فيه و في صحبه الآيات التالية من سورة الكافرون الآية 1-6 :«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ. وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ. وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ. وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ».[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 61

 

[1]أعلام القرآن، ص 61