النحل
المجموعات : الحیوانات

النحل

النَّحل : ذباب العسل، و هى من الحشَرات تربّى للحصول على عسلها. الجمع: نِحال . و الواحدة: نَحلة و النَّحل و النَّحلة يقع على الذكر و الأنثى. و لفظ النحل أنثى قال تعالى: «وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ».[1]

مع اتساع علم الحيوان وعلم الاحياء والدراسات المستفيضة للعلماء تم اكتشاف مسائل عجيبة وحديثة عن حياة هذه الحشرة الصغيرة أذهلت الإنسان بشدة، ولا يصدق أبدا بأن يسود حياة النحل مثل هذا النظام والتدبير والتخطيط بلا أي احساس طبيعي.

يقول «مترلينغ» الذي كانت له دراسات كثيرة على مدى سنوات طويلة حول حياة النحل، والنظام العجيب الذي يحكم ممالكها: «إن الملكة في مدينة النحل ليست هي الزعيم كما نتصورها، بل هي كسائر أفراد هذه المدينة تخضع لسلسلة من القوانين والأنظمة العامة أيضا نحن لا نعرف مصدر هذه القوانين وبأية طريقة توضع، ونحن ننتظر اليوم الذي نتوصل فيه إلى معرفة واضع هذه المقررات، إلاأننا نطلق عليه حاليا اسم «روح الخلية»، ولا ندري أين تكمن «روح الخلية» وفي أي من سكان الخلية حلت، إلاأننا نعرف أن الملكة كالآخرين تطيع روح الخلية أيضا».

منظمة واسعة من كمية قليلة من الشمع (حيث يمكن استغلال جميع زواياه ويكون مقاوما أمام الضغط أيضا) وتتكون بيوتها من طبقتين، وعندما تبني بيتا في الجبال أو على الأشجار فهي تقتصر على هاتين الطبقتين إلاأنها تضيف طبقتين اخريين في الخلايا الاصطناعية وبما يمكن استيعابه منها. ويتخذ قعر البيت شكلا هرميا حيث يتألف من ثلاثة سطوح لوزية الشكل ويغور الرأس والأجزاء البارزة بكل طبقة في قعر الطبقة السفلى.

الأمر الثاني الذي استند إليه القرآن هو جمع العسل من رحيق الأزهار، وهو من المسائل المدهشة والمحيرة حقا. يقول بعض العلماء: يجب أن تسافر 50 الف نحلة من أجل إعداد كيلو غرام واحد من العسل. وتؤكد حسابات العلماء أيضا أنه من أجل اعداد كيلو غرام واحد من الرحيق يجب أن يمتص النحل سبعة آلاف وخمسمائة زهرة كمعدل ويستخرج رحيقها (وطبقا لهذه المعادلة يجب امتصاص 5، 7 مليون زهرة لاعداد كيلو غرام واحد من العسل). ولابد أن نعلم أيضا أن النحل يسافر يوميا حوالي 17- 24 مرة من أجل جمع رحيق الأزهار. ولا عجب أن نعلم أن النحل لم يذق طعم الراحة طول عمره، وأنه لا يرى النوم أبدا، فهو يقظ طول عمره.

إن حياة النحل مليئة بالعجائب والاحداث، فقصة بناء الشمع- تلك المادة التي يشيد منها بيت النحل بشكل كامل- بحد ذاتها قصة مفصلة، والعجيب أنها لا تستثمر هذا الشمع لبناء البيت فقط، فقد تقوم بتحنيط اجساد الحشرات المؤذية التي لا تستطيع دفعها إلى الخارج كي تأمن شرها. قال بعضهم عن الشمع، أنه روح العسل والعسل روح الزهر وهو خفيف، بحيث إن وزن خمسمائة بيت من مدينة النحل لا يتجاوز بضعة غرامات، ولا شك في صعوبة معرفتنا بكيفية ترشح هذا الشمع بالنسبة للنحل، غير أننا نعرف جيدا أن للشمع استعمالا هاما.

وعملية تلقيح وحمل الأزهار، من أهم أعمال النحل. يقول أحد العلماء: «لولا وجود الحشرات، لخلت سلالنا من الفاكهة، لأن الحشرات التي تستفيد من الأزهار يمكن أن تلقحها افضل من بقية عوامل نقل حبوب اللقاح، فعندما تمد احدى الحشرات التي تعشق الأزهار خرطومها في الزهرة، فهي إما أن تدخل اغلبه، أو أن تدخل جزءا من جسمها في الزهرة كما يحدث غالبا، وفي خروجها يتغطى جسمها بالغبار ذي اللون الأصفر وهو غبار الورد، فتنقله مباشرة إلى زهرة اخرى- وكما نعلم- أن غبار الأزهار عامل مؤثر فلا تتبدل البذور إلى حبوب، ولا المبيض إلى ثمار بدونه. ومن الضروري الانتباه إلى أن الأشجار التي تحتوي على الأزهار الذكرية والانثوية صنفان: الأشجار العقيمة غير المثمرة، والأشجار المثمرة التي لها القدرة على ذلك. ومن أجل تكون الثمار في الصنف الأول لابد من وجود واسطة للتلقيح، وهذه الواسطة عبارة عن النحل، وقد ثبت أن 80% من عملية تلقيح الأزهار يجري عن طريق النحل.

ثم إن تركيب النحل ذاته ذو قصة طويلة ومدهشة وعيونها بالذات اكثر عجبا إذ يقول العلماء: تتألف عيون النحل من الفين وخمسمائة طبقة صغيرة! تشكل مع بعضها زاوية من 2- 3 درجة، وهذه العيون قادرة على تعيين موقع الشمس فيما إذا حجبتها الغيوم، عن طريق الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر فيها. إن النحل لا يرى الأزهار الملونة بشكلها ولونها الذي نراه، بل إنه يرى بواسطة الاشعة فوق البنفسجية، وهذا النور يضاعف في جمال الأزهار فيجذبها نحوها.

لغة النحل وتشاورها مع بعضها تعد من الحقائق العلمية التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة أيضا.[2]

المنابع

الإفصاح فى فقه اللغة، ج 2، ص 733

نفحات القرآن، ج 2، ص 316

 

[1]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 2، ص 733

[2]نفحات القرآن، ج 2، ص 316