نمرود
هو نمرود، و قيل: نمروذ بن كنعان بن حام ابن نبيّ اللّه نوح عليه السّلام، و قيل: هو نمرود بن كنعان بن سنحاريب بن نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح عليه السّلام، و قيل: هو نمرود بن كوش، و قيل: هو نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ابن نبيّ اللّه نوح عليه السّلام.
أحد ملوك الكلدان في بابل، و جبّار من جبابرة العالم، شجاع، بطل، صيّاد ماهر.
كان كافرا، مشركا باللّه، معاندا، لئيما، ادّعى الألوهيّة، و أرغم الناس على عبادته، و يقال: إنّه ابن عم آزر بن تارح. و يقال: إنّ نمرود لقّب بالملك الفارسيّ كيكاوس أو أفريدون. ملك الدنيا، و عاصر النبيّ إبراهيم خليل الرحمن عليه السّلام، و المعروف أنّه أوّل من تجبّر و قهر و غصب و سنّ سنن السوء، و كان أوّل من لبس التاج، و وضع أمر النجوم، و نظر فيه، و عمل به، و جلب المنجّمين من آفاق الأرض إلى عاصمته بابل في العراق، و كانت تدعى بأرض نمرود. في أحد الأيّام خرجت نار من الأرض فأتاها و سجد لها و أخذ يعبدها، فكلّمه شيطان منها، فبنى عليها بنية ضخمة، و جعل لها سدنة، و قيل: كان على دين الصابئة.
كان كثير الاعتقاد بالنجوم، فحسب المنجّمون و قالوا له: يولد في مملكته مولود يعيب دينه، و يفرّق جمعه، و يكون زوال ملكه على يده، فأمر بقتل كلّ مولود يولد، فلمّا ولد إبراهيم الخليل عليه السّلام ستره أبواه و أخفيا أمره، و نقلاه إلى مغارة بعيدا عن أعين الناس، فلمّا بلغ أشدّه بعثه اللّه نبيّا، فأخذ يكسّر الأصنام و يقول: إنّي بري ء ممّا تشركون، فوصل خبره إلى نمرود، فأمر بإلقائه في النار و إحراقه، فأوحى اللّه إلى النار: كوني بردا و سلاما على إبراهيم، فلم تصبه النار، ثمّ أمر اللّه نبيّه بمغادرة بلاد نمرود إلى الشام، فرحل إليها.
بنى له برجا عظيما في مدينة بابل، و جعله معبدا، و أمر الناس أن يعبدوه فيه، و سمّي بمعبد نمرود.
في عهده بنيت عدّة مدن منها: كلخ، و خيليا، و المدائن، و نينوى، كان يتكلّم السريانيّة، و بعد أن ملك 67 سنة و قيل: 400 سنة، و قيل: 1700 سنة دخلت بعوضة في أنفه، فعذّب بها 40 سنة، ثمّ هلك ببابل و دفن بها، و هناك ربوة بالقرب من بابل تعرف بقبر نمرود.
القرآن العظيم و نمرود:
«أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (البقرة:258).
في أحد الأيّام قال له إبراهيم الخليل عليه السّلام: إنّ ربّي الذي أعبده هو الذي يحيي و يميت، فقال نمرود: أنا كذلك أحيي و أميت، و كان يقصد بإحيائه هو عفوه عن الذين صدرت بحقّهم أحكام الموت، و قصده من إماتتهم هو قتل و إعدام الناس، ثمّ قال له الخليل عليه السّلام: إنّ ربّي يأتي بالشمس من المشرق إلى المغرب، فهل تستطيع أن تأتي بها من المغرب إلى المشرق فبهت نمرود و لم يستطع جوابا.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 986-987
[1]أعلام القرآن، ص 986-987