الأسود بن المطلب
المجموعات : الأشخاص

الأسود بن المطلب

کان من اشراف المشرکین و كان يكنى أبا زمعة. كان الأسود من المستهزئين. و كان هو و أصحابه يتغامزون بالنبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه، و يقولون: «قد جاءكم ملوك الأرض و من يغلب على كنوز كسرى و قيصر»، ثم يمكون و يصفرون. و كلم رسول الله صلى الله عليه و سلم بكلام شقّ عليه. فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعمى الله بصره و يثكله ولده. فخرج يستقبل ابنه. و قد قدم من الشأم، فلما كان في بعض طريقه، جلس في ظل شجرة. فجعل جبريل عليه السلام يضرب وجهه و عينيه بورقة من ورقها خضراء، و بشوك من شوكها، حتى عمى. و يقال: إنّ جبريل عليه السلام أومأ إلى عينيه، فعمى، فشغل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. و لما كان يوم بدر، قتل ابنه زمعة بن الأسود، و يكنى أبا حكيمة، قتله أبو دجانة. و يقال: ثابت بن الجذع. و قتل ابنه عقيل أيضا، قتله حمزة و على رضى الله تعالى عنهما، اشتركا فيه. و يقال: قتله علىّ وحده. و قتل الحارث بن زمعة بن الأسود، قتله علىّ.

و كان الأسود بن المطلب يقول: دعوت على محمد أن يكون طريدا في غير قومه و بلده. و استجيب لي. و دعى علىّ بعمى عيني، فعميت، و أن أثكل ولدى، فثكلتهم.

و كان أهل مكة، لما قتل منهم من قتل منهم ببدر، تركوا البكاء على قتلاهم، كراهة أن يبلغ المسلمين جزعهم فيشمتوا بهم. فسمع الأسود بكاء، فسأل عنه: فقيل: امرأة ضلّ لها بعير، فهى تبكى عليه.

قال الواقدى: و مات الأسود بمكة، و هم يتجهزون لأحد، و هو يذمرهم- أى يحثهم- و يشجعهم في مرضه، و قد قارب المائة.

و كان الأسود يجلس، و معه قوم من المشركين، فيقولون: «ما ندري ما جاء به محمد؟ ما هو إلا سجع كسجع الكهان». فنزلت فيهم: «الذين جعلوا القرآن عضين»[1] ، أى عضة عضة.

و كانوا يسألون عن النبي صلى الله عليه و سلم، فيقول بعضهم: «مجنون»، و يقول بعضهم: «ساحر» و يقول بعضهم: «شاعر» و يتحدثون عليه و يصدّون الناس عنه. فأنزل الله عز و جل: «و ليحملنّ أثقالهم و أثقالا مع أثقالهم»[2] . يقول: أوزار من يصدّونه عن الإسلام.

المنبع:

أنساب الأشراف،ج 1، ص 149

 

[1]الحجر: 91

[2]العنکبوت: 13