الشام
الشّأم بسكون همزته و فتحها و بغير همز، الارض التی من الفرات إلى العريش المتاخم للدّيار المصريّة. سميت بذلك:
لكثرة قراها و تداني بعضها من بعض فشبّهت بالشامات.
و قال أهل الأثر: لأن قوما من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا إليها أي أخذوا ذات الشمال.
و قال آخرون: سميت بسام بن نوح و ذلك أنّه أوّل من نزلها فجعلت السين شينا لتغيّر اللفظ العجمي،
و في بعض كتب الفرس: لأن بني إسرائيل تمزّقت بعد موت سليمان فصار منهم سبطان و نصف سبط في بيت المقدس، فهم سبط داود، و انخزل تسعة أسباط و نصف إلى مدينة يقال لها شامين، و بها سميت الشام، و هي بأرض فلسطين، و كان بها متجر العرب و ميرتهم، و كان اسم الشام الأوّل سورى فاختصرت العرب من شامين الشام و غلب على الصقع كلّه.
و قيل: لأنّها شامة القبلة. و هذا قول فاسد لأن القبلة لا شامة لها و لا يمين لأنّها مقصد من كل وجه يمنة لقوم و شامة لآخرين. و الأقوال المتقدّمة حسنة جميعها.
و حدّها من الفرات إلى العريش المتاخم للدّيار المصريّة. و عرضها من جبلي طيّ ء من نحو القبلة إلى بحر الروم. و طولها من الفرات إلى العريش نحو شهر، و عرضها نحو عشرين يوما.
و بها من أمّهات المدن حلب و حماة و حمص و دمشق و البيت المقدس و المعرّة، و في الساحل أنطاكية و طرابلس و عكّا و صور و عسقلان و غير ذلك. و هي خمسة أجناد: جند قنسرين و جند دمشق و جند الأردنّ و جند فلسطين و جند حمص.[1]
اشیر الی ارض الشام فی عدة آیات منها قوله تعالی فی بنی اسرائیل: «و أورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض و مغاربها التي باركنا فيها»[2] . قیل المراد بالارض هي أرض الشام و مصر عن الحسن و قيل هي أرض الشام و شرقها و غربها عن قتادة.[3]
المنابع:
معجم البلدان،ج 3،ص 312
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 725
[1]معجم البلدان،ج 3،ص 312
[2]الاعراف: 137
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 725