أهل سدوم‏

أهل سدوم

سدوم قریة بين المدينة و الشام.[1] و كان لوط بعث إلى أهلها. و كانت الخبائث التي يعملونها: إتيان الذكران في أدبارهم، و خذفهم الناس، و تضارطهم في أنديتهم، مع أشياء أخر كانوا يعملونها من المنكر، فأخرجه الله حين أراد إهلاكهم إلى الشام. [2]

..كان أهل سدوم الذين فيهم لوط قوما قد استغنوا عن النساء بالرجال؛ فلما رأى الله ذلك بعث الملائكة ليعذبوهم، فأتوا إبراهيم، و كان من أمره و أمرهم ما ذكر الله في كتابه. فلما بشروا سارة بالولد، قاموا و قام معهم إبراهيم يمشي، قال: أخبروني لم بعثتم و ما خطبكم؟ قالوا: إنا أرسلنا إلى أهل سدوم لندمرها، و إنهم قوم سوء قد استغنوا بالرجال عن النساء. قال إبراهيم: إن كان فيهم خمسون رجلا صالحا؟ قالوا: إذن لا نعذبهم. فجعل ينقص حتى قال أهل البيت، قال: فإن كان فيها بيت صالح؟ قال: فلوط و أهل بيته. قالوا: إن امرأته هواها معهم. فلما يئس إبراهيم انصرف و مضوا إلى أهل سدوم، فدخلوا على لوط؛ فلما رأتهم امرأته أعجبها حسنهم و جمالهم، فأرسلت إلى أهل القرية إنه قد نزل بنا قوم لم ير قوم قط أحسن منهم و لا أجمل فتسامعوا بذلك، فغشوا دار لوط من كل ناحية و تسوروا عليهم الجدران. فلقيهم لوط، فقال: يا قوم لا تفضحوني في ضيفي، و أنا أزوجكم بناتي فهن أطهر لكم فقالوا: لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانهن، فقال: «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» فوجد عليه الرسل، قالوا: إن ركنك لشديد، و إنهم آتيهم عذاب غير مردودا فمسح أحدهم أعينهم بجناحيه، فطمس أبصارهم، فقالوا: سحرنا، انصرفوا بنا حتى نرجع إليه فكان من أمرهم ما قد قض الله تعالى في كتابه. فأدخل ميكائيل و هو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الأرض، فقلبها، و نزلت حجارة من السماء، فتتبعت من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا، فأهلكهم الله، و نجى لوطا و أهله، إلا امرأته .[3]

نزلت فیهم الآیات التالیة:

الآیة 74-75 من سورة الحجر «فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمينَ»

الآیة 67 من سورة الحجر: «وَ جاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ»

الآیة 69 من سورة هود: «وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنيذٍ»

الآیة 34 من سورة العنکبوت: «إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ»

الآیة 80 من سورة الأعراف: « وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمينَ»

المنابع:

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 12، ص59

جامع البیان، ج17، ص37

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 12، ص55

 

[1]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 12، ص59

[2]جامع البیان، ج17، ص37

[3]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 12، ص55