بنيامين بن يعقوب
هو بنيامين، و قيل: ابن يامين، و قيل: ابن ياميل بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام من سلالة سام بن نوح عليه السلام، و أمه راحيل بنت لبان بن بتويل، و هي ابنة خال نبي الله يعقوب عليه السلام. أحد أولاد نبي الله يعقوب عليه السلام الاثني عشر، و أخو نبي الله يوسف الصديق عليه السلام لأمه و أبيه. ماتت أمه في أيام نفاسها به، و كان أبوه يحبه حبا جما، كحبه لأخيه يوسف عليه السلام. له دور مهم في قصة يوسف عليه السلام، و التي سنذكرها مفصلة في ترجمة حياة يوسف عليه السلام. ينسب إليه «سفر بنيامين».
القرآن المجيد و بنيامين :
أشار الذكر الحكيم إلى المترجم له ضمن آيات منها:
الآية 8 من سورة يوسف: «إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا ...».
و لما دخل إخوة يوسف عليه السلام عليه، و هو الآمر الناهي للبلاد المصرية، فعرفهم يوسف عليه السلام و هم لا يعرفونه، و لم يكن بنيامين معهم، فقال عليه السلام لهم: ما شأنكم في مصر؟ قالوا: نحن من بلاد الشام، جئنا إلى مصر لنشتري الطعام، فقال لهم يوسف عليه السلام: كذبتم بل أنتم جئتم كعيون علينا فأصدقوني خبركم؟ قالوا: نحن عشرة أولاد لرجل صديق، كنا اثني عشر و كان من بيننا أخ خرج إلى البرية فهلك، و كان أحبنا إلى أبينا، فسكن أبونا إلى أخ لنا أصغر منه، و هو الآن عند أبينا، فقال يوسف عليه السلام: ائتوني به، و قد صرحت بذلك الآية 60 من سورة يوسف: «فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي و لا تقربون».
و طلب منهم يوسف عليه السلام أن يجعلوا أحدهم عنده رهينة، فتركوا عنده أخاهم شمعون، ثم رجعوا إلى الشام و قصوا على أبيهم ما طلب منهم يوسف عليه السلام، فأجابهم يعقوب عليه السلام كما تذكر الآية 64 من نفس السورة: «قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه ...».
ثم وردت الآية 65 من نفس السورة لكي تذكر جانبا آخر من قصة يوسف عليه السلام و إخوته فقالت: «هذه بضاعتنا ردت إلينا و نمير أهلنا و نحفظ أخانا ...».
و لما ألح إخوة يوسف عليه السلام على أبيهم بأن يرسل بنيامين إلى مصر، فأجابهم كما صرحت به الآية 66 من نفس السورة: «قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله ...».
و بعد اللتيا و التي أقنعوا أباهم بأن يبعث معهم بنيامين إلى مصر، فلما أدخلوه على يوسف عليه السلام، صرحت الآية 69 من نفس السورة: «و لما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه».
ثم عرف يوسف عليه السلام نفسه لبنيامين، فتعانقا طويلا، ثم قال لأخيه: لا تبتئس بما فعلوه بنا فيما مضى، فإن الله قد أحسن إلينا.
و لأجل أن يبقيه عنده أمر بوضع السقاية في متاعه؛ لكي يوهم إخوته بأنه سرق السقاية، فيجب أن يحاكم و يحاسب على فعلته و لن يرجع معهم، فأشارت الآية 70 من نفس السورة إلى ذلك بقولها: «فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ...».
و وردت الآية 78 من نفس السورة تعبر عن محاولة إخوة يوسف عليه السلام إطلاق سراح أخيهم: «إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه ...».
فقال لهم يوسف عليه السلام كما ذكرت الآية 81 من السورة نفسها: «ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق ...».
فلما رجعوا إلى أبيهم أعلموه بخبر بنيامين، فقال يعقوب عليه السلام كما ذكرته الآية 89 من نفس السورة: «قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف و أخيه ...».
و أخيرا عرف يوسف عليه السلام نفسه لإخوته، و طلب منهم بأن يأتوه بأبيه إلى مصر، فجاءوا به و التأم شملهم.[1]
المنبع: أعلام القرآن، ص 195
[1]أعلام القرآن، ص 195