بنو إسرائيل
قال الطریحی: إيل بالكسر فالسكون: اسم من أسمائه تعالى عبراني أو سرياني. و قولهم جَبْرَئِيلُ و مِيكَائِيلُ و إِسْرَافِيلُ بمنزلة عبد الله و تيم الله و نحوهما. و إِسْرَائِيلُ هو يعقوب النبي علیه السلام. و بنو إِسْرَائِيلَ : قومه. و معناه بلسانهم: عبد الله أو صفوة الله. وَ فِي الْحَدِيثِ " أَنَّ أَوَّلَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَ آخِرَهُمْ عِيسَى ع".[1]
جاء فی تفسیر المیزان: بنو إسرائیل هم الأسباط من آل يعقوب كانوا يعيشون أولا عيشة القبائل البدويين ثم أشخصهم الفراعنة إلى مصر و كانوا يعامل معهم معاملة الأسراء المملوكين حتى نجاهم الله بموسى من فرعون و عمله.
و كانوا في زمن موسى يسيرون مسير الحيوة بالإمام و هو موسى و بعده يوشع علیه السلام ثم كانوا برهة من الزمان يدبر أمرهم القضاة مثل إيهود و جدعون و غيرهما.
و بعد ذلك يشرع فيهم عصر الملك و أول الملوك فيهم شاءول و هو الذي يسميه القرآن الشريف بطالوت ثم داود ثم سليمان.
ثم انقسمت المملكة و انشعبت القدرة و مع ذلك ملك فيهم ملوك كثيرون كرحبعام و أبيام و يربعام و يهوشافاط و يهورام و غيرهم بضعة و ثلاثون ملكا.
و لم تزل تضعف القدرة بعد الانقسام حتى تغلبت عليهم ملوك بابل و تصرفوا في أورشليم و هو بيت المقدس ، و ذلك في حدود سنة ستمائة قبل المسيح، و ملك بابل يومئذ بخت نصر (نبوكد نصر) ثم تمردت اليهود عن طاعته فأرسل إليهم عساكره فحاصروهم ثم فتحوا البلدة، و نهبوا خزائن الملك، و خزائن الهيكل (المسجد الأقصى) و جمعوا من أغنيائهم و أقويائهم و صناعهم ما يقرب من عشرة آلاف نفسا و ساروا بهم إلى بابل، و ما أبقوا في المحل إلا الضعفاء و الصعاليك، و نصب بخت نصر «صديقا» و هو آخر ملوك بني إسرائيل ملكا عليهم، و عليه الطاعة لبخت نصر.
و كان الأمر على ذلك قريبا من عشر سنين حتى وجد صدقيا بعض القوة و الشدة، و اتصل بعض الاتصال بواحد من فراعنة مصر فاستكبر و تمرد عن طاعة بخت نصر.
فأغضب ذلك بخت نصر غضبا شديدا فساق إليهم الجيوش و حاصر بلادهم فتحصنوا عنه بالحصون، و تمادى بهم التحصن قريبا من سنة و نصف حتى ظهر فيهم القحط و الوباء.
و أصر بخت نصر على المحاصرة حتى فتح الحصون، و ذلك في سنة خمسمائة و ست و ثمانين قبل المسيح، و قتل نفوسهم، و خرب ديارهم و خربوا بيت الله، و أفنوا كل آية و علامة دينية، و بدلوا هيكلهم تلا من تراب، و فقدت عند ذلك التوراة و التابوت الذي كانت تجعل فيه.
و بقي الأمر على هذا الحال خمسين سنة تقريبا و هم قاطنون ببابل و ليس من كتابهم عين و لا أثر، و لا من مسجدهم و ديارهم إلا تلال و رياع.
ثم لما جلس كورش من ملوك فارس على سرير الملك، و كان من أمره مع البابليين ما كان، و فتح بابل و دخله أطلق أسراء بابل من بني إسرائيل، و كان عزرا المعروف من المقربين عنده فأمره عليهم، و أجاز له أن يكتب لهم كتابهم التوراة، و يبني لهم الهيكل، و يعيدهم إلى سيرتهم الأولى و كان رجوع عزرا بهم إلى بيت المقدس سنة أربعمائة و سبعة و خمسين قبل المسيح، و بعد ذلك جمع عزرا كتب العهد العتيق و صححها، و هي التوراة الدائرة اليوم .[2]
المنابع:
مجمع البحرين، ج 5، ص315
الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص309
[1]مجمع البحرين، ج 5، ص315
[2]الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص309