نبتل بن الحارث
هو نبتل بن الحارث من بني لوذان بن عمرو بن عوف من بني ضبيعة، و قيل: هو نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة. كان من المنافقين المعروفين الذين ابتلي بهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. كان مشوّه الخلقة، جسيما، أدلم، ثائر شعر الرأس، أحمر العينين، أسفع الخدّين.
كان كثير الإيذاء للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، و ينقل أخبارهم إلى أعدائهم من الكفّار و المشركين.
قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في حقّه: «من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث» قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ذلك بعد أن نزل عليه جبريل و أخبره بأنّه يجلس إليه رجل أدلم، ثائر شعر الرأس، أسفع الخدّين، أحمر العينين كأنّهما قدران من صفر، كبده أغلظ من كبد الحمار، ينقل حديثه إلى المنافقين، و طلب منه أن يحذّره، و كانت تلك صفات المترجم له.
القرآن العظيم و نبتل بن الحارث :
كان يسمع الكلام من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثمّ ينقله إلى المنافقين، فقيل له: لا تفعل، فكان يقول: إنّما محمّد صلّى اللّه عليه و آله أذن، من حدّثه شيئا صدّقه، نقول ما شئنا ثمّ نأتيه فنحلف له فيصدّقنا، فنزلت فيه الآية 61 من سورة التوبة: وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ....
و شملته الآية 75 من نفس السورة: وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ.
و الآية 107 من السورة نفسها: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ... لكونه كان من جملة الاثني عشر رجلا الذين أسّسوا مسجد الضرار ليضاهوا به مسجد قباء.
و شملته الآية 14 من سورة المجادلة: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ...
و ذلك لأنّه كان من الذين يصاحبون الكفّار و اليهود و ينقلون إليهم أخبار و أسرار النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 965
[1]أعلام القرآن، ص 965