حرقوص بن زهير
هو حرقوص بن زهير، و قيل: سعد بن زهير التميمي، و قيل: السعدي، المعروف بأبي الخواص، و ابن ذي الخويصرة، و ذي الخواص، و قيل: كان يعرف بذي الثدية.
صحابي من المؤلّفة قلوبهم، و أحد أقطاب المنافقين، و رئيس الخوارج الحرورية، و يقال: شهد صلح الحديبية مع النبي صلّى اللّه عليه و آله.
كان أسود منتن الريح على كتفه مثل حلمة الثدي عليها شعيرات كشوارب الهر، و عرف عنه أنّه كان لم يحفظ حرمة المساجد، فكان يبول في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله بالمدينة.
في حكومة عمر بن الخطاب اشترك في فتح الأهواز، و في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام كان من شيعته و مناصريه، و اشترك إلى جانبه في صفّين، و حارب بين يديه، ثم ساءت عاقبته بعد مؤامرة التحكيم في صفّين، فانشقّ عن الإمام عليه السّلام و صار من أشدّ مناوئيه و المعادين له، فترأس جماعة من الخوارج عرفوا بالحرقوصية نسبة اليه.
في سنة 37 ه، و قيل: سنة 38 ه، كان من جملة قادة الخوارج الذين حاربوا الإمام عليه السّلام يوم النهروان، و لم يزل يحارب الإمام عليه السّلام حتى قتله جيش بن ربيعة الكناني، و يقال: لما ظفر الإمام عليه السّلام بالخوارج يوم النهروان و أهلكهم أمر الإمام عليه السّلام أصحابه أن يبحثوا عنه، فوجدوه قد هرب و استخفى في موضع، فألقوا القبض عليه، و تفحّصوا عنه فوجدوا له ثديا كثدي النساء، فأمر الإمام عليه السّلام بقتله.
قال النبي صلّى اللّه عليه و آله في حقّه: «يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم، و صيامه مع صيامهم، يمرقون من الدّين مروق السهم من الرميّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنّهم شرّ قتلى تحت أديم السماء»...
و من الجدير بالذكر أنّ هناك جماعة من المؤرّخين و المحقّقين فرّقوا بين ابن ذي الخويصرة و بين ذي الثدية.
القرآن الكريم و حرقوص :
نزلت فيه الآية 58 من سورة التوبة: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ...[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 285
[1]أعلام القرآن، ص 285