إبليس
المجموعات : الجن والملک

إبليس

هو عزازيل، و قيل: الحارث، ثم سمّاه اللّه بإبليس، و يعني: اليائس من رحمة اللّه، و اسمه بالعبرية أيدون و أبليون.

و إبليس اسم أعجميّ، و قيل: عربيّ، و جمعه أبالسة، و أما الشيطان فإنّه الاسم الثاني لإبليس، و جمعه شياطين.

له ألقاب و كنى عديدة، منها: الخنّاس، و الأجدع، و الباطل، و أبو مرّة، و أبو لبينى و هي ابنته، و أبو خلاف، و أبو العيزار و غيرها.

كان من الجنّ، و قيل: من الملائكة، و في بادئ أمره كان من خزّان الجنان، و من المقرّبين إلى اللّه؛ لإخلاصه و اجتهاده في عبادته، حيث عبد اللّه ستة آلاف سنة، و لكنّه استكبر و أبى أن يسجد لآدم لمّا أمر اللّه تعالى الملائكة أن يسجدوا له، فلم يسجد و عصى ربّه، و كفر باللّه، فطرده من جوار رحمته، و أصبح موضع غضبه و لعنته إلى يوم القيامة.

انقلب إلى عنصر فاسد و مخلوق شرّير، مهمّته إغواء البشر إلى الضلال و الانحراف، و جرّهم الى الشقاء و الفساد، و عصيان أوامر اللّه، و مخالفة قوانينه و شرائعه، و تشويقه و حثّه الإنس و الجنّ إلى إتيان ما يعصى اللّه به.

و أوّل معصية ارتكبها هي عصيانه عن إطاعة اللّه في السجود لأبي البشر آدم عليه السّلام، و من ثمّ إغواء آدم عليه السّلام و حوّاء على أكل ما منعهما اللّه منه في الجنّة.

و يقال: إنّه كان من قبيلة من الملائكة، يقال لهم: الجنّ، خلقوا من نار السموم، و لكثرة عبادته حسن اللّه خلقه و منحه ملك سماء الدنيا، فبعثه اللّه سبحانه إلى الجنّ الّذين كانوا أول سكان الأرض لمّا أفسدوا فيها و سفكوا الدّماء، بعثه اللّه إليهم في جماعة من الملائكة على هيئة جنود، فقاتلهم و طردهم إلى أطراف الجبال و جزائر البحار، فلما أنجز مهمّته أصابه الغرور و العجب بنفسه، فاستكبر و ادّعى الربوبية، و دعا أتباعه إلى عبادته، فعند ذلك شوّه الباري خلقته و مسخه شيطانا، و طرده عن سماواته بعد أن لعنه و تبرّأ منه.

و بعد أن أبعده اللّه عن ملكوته الأعلى إلى الأرض نزل في منطقة أبلة، و اتّخذ من حمّامات الأرض مسكنا له، و أخذ يعتاش على كل طعام لم يذكر عليه اسم اللّه جلّ و علا، و يشرب المسكرات، و اتّخذ من النساء مصائد لفرائسه و ضحاياه.

و عند ما هبط إلى الأرض هربت منه نساؤه، فلاط بنفسه، فكان أوّل من استعمل اللواط، فتولّدت منه بويضات، و تولّدت من البويضات جماهير الشياطين.

و الشياطين ذكور و إناث، و يتّخذون لأنفسهم صورا و أشكالا مختلفة حسب مشيئتهم، و فطرتهم مجبولة على الوسوسة و الخراب.

لإبليس دور مهمّ لدى السحرة و المشعوذين، و عن طريقه ينجزون أعمالهم الشريرة و مآربهم الفاسدة، و يعتبرونه رئيسا للأرواح السفلية.

و الفرقة اليزيدية و غيرهم من فرق الضلال يعبدونه، و يعتقدون أنّه في آخر الأمر يتوب و يصلح عمله للّه عزّ و جلّ.

كان أول من قاس فأخطأ القياس.

بعد أن أخرجه اللّه من الجنة طلب من اللّه عزّ و جلّ بعض الأمور جزاء على عبادته له آلاف السنين، منها: بقاؤه في الدنيا إلى يوم يبعثون، و تسلّطه على ولد آدم عليه السّلام، و جريانه فيهم مجرى الدم في العروق، و أن يتصوّر بأيّ صورة شاء، و أن يرى الناس و لا يرونه، فأعطاه اللّه تعالى كل طلباته، و منعه من تنفيذ مقاصده الشريرة على المؤمنين و الصالحين الحقيقيين.

يقول بعض المحقّقين: إنّ الشياطين هم أولاد إبليس، و ينقسمون إلى قسمين:

شياطين الإنس، و شياطين الجنّ، و مهمّة الفريقين كمهمة أبيهم إبليس في إغواء الإنس و الجنّ، و جرّهم إلى الكفر باللّه و المعاصي و الانحراف و الرذيلة.

و أخيرا نتوصل إلى أنّ إبليس هو المانع الوحيد لوصول الإنسان إلى قمّة المجد و الكمال، و السبب الأوّل و الأخير لمشاكل الدنيا و عقوبات الآخرة.[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 34-32

 

[1]أعلام القرآن، ص 34-32