العباس بن عبد المطلب‏
المجموعات : الأشخاص

العباس بن عبد المطّلب

هو أبو الفضل العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، المكّي، و أمّه نتيلة بنت خباب الخزرجيّة.

أحد أعمام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و من فضلاء صحابته و ساداتهم، و جدّ خلفاء الدولة العباسيّة.

عرف بسداد الرأي و غزارة العقل و كثرة الجود و الكرم، فكان يطعم الحجّاج في موسم الحجّ، و أعتق سبعين عبدا.

كان في الجاهليّة من زعماء قريش و رؤسائهم، و كانت إليه عمارة المسجد الحرام و سقاية الحاج.

كان من أثرياء مكّة و من المرابين المعروفين فيها.

شهد و هو كافر بيعة العقبة مع النبي صلّى اللّه عليه و آله عند ما بايعته الأنصار، و في غزوة بدر الكبرى كان إلى جانب المشركين يحارب المسلمين، فأسروه و شدّوا وثاقه و جاءوا به إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله، ففدى نفسه ثم أسلم، و يقال: إنه أسلم قبل هجرة النبي صلّى اللّه عليه و آله من مكّة إلى المدينة، و كان يكتم إسلامه، و يكتب إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله أخبار قريش و غيرهم من المشركين المتواجدين في مكّة.

هاجر إلى المدينة، و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله فتح مكّة و واقعة حنين.

قال أشعارا في مدح النبي صلّى اللّه عليه و آله، فلما أسمعها النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: لا فضّ اللّه فاك.

أعطاه النبي صلّى اللّه عليه و آله مواضع من الشام و العراق و هجر، و كتب له كتابا فيها، و لكنّ عمر بن الخطّاب مزّق ذلك الكتاب.

كان له عشرة من الذكور سوى الإناث، قال له النبي صلّى اللّه عليه و آله يوما: ويل لذرّيتي من ذرّيتك.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله روايات و روى عنه جماعة.

بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله و لمّا غصب القوم الخلافة من الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام و أجلسوه في داره و غصبوا فاطمة الزهراء عليها السّلام حقوقها لم يحرّك العباس ساكنا، و لم يدافع عنهما و عن مظلوميتهما.

فقد بصره في أواخر حياته، و لم يزل حتّى توفّي بالمدينة المنورة في الثاني عشر من رجب، و قيل: من شهر رمضان سنة 32 ه، و قيل: سنة 34 ه، و قيل: سنة 33 ه، و صلّى عليه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و دفن بالبقيع، و له من العمر 88 سنة، و كان أسنّ من النبي صلّى اللّه عليه و آله بسنتين أو ثلاث سنين.

كان هو و خالد بن الوليد شريكين في الجاهليّة؛ يسلّفان في الرّبا، فلمّا ظهر الإسلام كان لهما أموال طائلة في الرّبا، فنزلت فيه و في خالد، و قيل: فيه و في عثمان بن عفان: «يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»[1] فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: ألا أنّ كلّ ربا من ربا الجاهلية موضوع، و أوّل ربا أضعه ربا العبّاس بن عبد المطلب.

و بعد أن أسر في واقعة بدر أخبر اللّه النبي صلّى اللّه عليه و آله بأن للعبّاس دفينا من ذهب، فبعث الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام فأخرجه من عند زوجته أمّ الفضل. فلمّا أحضر الإمام عليه السّلام الذهب قال العباس: أفقرتني يا ابن أخي فنزلت فيه «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ»[2] .

عند ما أسره المسلمون يوم بدر قال: يا معشر المسلمين! ان كنتم أسلمتم و هاجرتم و جاهدتم قبلنا، و لكن اعلموا بأننا عمّرنا المسجد الحرام و تولينا سقاية الحاج، فنزلت جوابا له «ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ»[3] «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»[4]

و نزلت فيه «وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»[5] و «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا»[6] .

نزلت فيه و في جماعة من بني هاشم «لا ينْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تبَرُّوهُمْ وَ تقْسِطُواإِلَيْهِمْ»[7] .[8]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 575

 

[1]البقرة: 278

[2]الانفال: 70

[3]التوبة: 17

[4]التوبة: 17

[5]هود: 34

[6]الاسراء: 72

[7]الممتحنة: 8

[8]أعلام القرآن، ص 575