أصحاب الجمل

أصحاب الجمل

وقعت معرکة الجمل فی عام 36 من الهجرة قرب البصرة بین الإمام علی بن ابی طالب علیه السلام و بین الناکثین لبیعته و هم المعروفون بأصحاب الجمل.

کان وجوه أصحاب الجمل من اصحاب الرسول صلی الله علیه و آله و المقربین الیه و فی جیشهم أکابر آخرون ایضا. فقد کان فیهم عائشة و طلحة بن عبید الله و الزبیر بن العوام و ابنه عبد الله و مروان بن الحکم و عبد الله بن عامر و کعب بن سور و غیرهم ممن کانوا یؤیدون عثمان بن عفان أو لا یطیقون تحمل عدالة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام. قتل فی هذه المعرکة من جیش الإمام خمسة آلاف و من جیش الناکثین عشرون الفا أو ثلاثة عشر الفا أو عشرة آلاف أو خمسة آلاف علی اختلاف الأقوال فی ذلک.[1]

روی الطبری باسناده عن السدي فی قوله تعالی: «وَ اتقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ»[2] انه قال: أصحاب الجمل .[3]

و فی تفسیر القمی: أما قوله «وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانهُمْ مِنْ بعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ ينْتَهُونَ »[4] فإنها نزلت في أصحاب الجمل . وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يوْمَ الْجَمَلِ وَ اللَّهِ مَا قَاتلْتُ هَذِهِ الْفِئَةَ النَّاكِثَةَ إِلَّا بِآيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يقُولُ اللَّهُ «وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْماَهُمْ مِنْ بعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ».[5]

و هذا کما قال العلامة الطباطبائی فی غیر هذا الموضع تدل على أنه أخذ الكفر في الآية بالمعنى الأعم من الكفر الخاص المصطلح الذي له أحكام خاصة في الدين، فإن النقل المستفيض و كذا التاريخ يشهدان أن علیا علیه السلام ما كان يعامل مع مخالفيه من أصحاب الجمل و أصحاب صفين و الخوارج معاملة الكفار من غير أهل الكتاب و لا معاملة أهل الكتاب و لا معاملة أهل الردة من الدين، فليس إلا أنه عدهم كافرين على الباطن دون الظاهر، و قد كان يقول: أقاتلهم على التأويل دون التنزيل.[6]

المنابع:

تفسير القمي، ج 1، ص 283

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 9، ص 144

الميزان في تفسير القرآن، ج 2، ص 323

منتخب موسوعة الإمام علی علیه السلام، ص 407 - 411

 

[1]منتخب موسوعة الإمام علی علیه السلام، ص 407 - 411

[2]الأنفال: 25

[3]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 9، ص 144

[4]التوبة: 12

[5]تفسير القمي، ج 1، ص 283

[6]الميزان في تفسير القرآن، ج 2، ص 323