یهود المدینة
كان لليهود مركز ممتاز في المدينة، بسبب أنهم أهل كتاب بين الأميين من العرب- الأوس و الخزرج- و كان اليهود يثيرون الفرقة و الخصام بين الأوس و الخزرج، فلما جاء النبي صلی الله علیه و آله إلى المدينة، آخى بين المهاجرين و الأنصار، و قضى على الخلاف و النزاع بين الأوس و الخزرج، بسبب أخوة الإسلام و وحدة المسلمين.
و قد اشتد حقد اليهود و حسدهم للنبي لقد حسدوه مرتين: مرة لأن الله اختاره رسولا من ولد إسماعيل، و حسدوه لما لقيه من نجاح سريع شامل في محيط المدينة.
على أنه كان هناك سبب آخر لعداوة اليهود للإسلام منذ الأيام الأولى، ذلك هو شعورهم بالخطر من عزلهم عن المجتمع المدني الذي كانوا يزاولون فيه القيادة العقلية و التجارة الرابحة و الربا المضعف، و إلا فعليهم أن يستجيبوا للدعوة الجديدة، و يذوبوا في المجتمع الإسلامي، لهذا كله وقف اليهود من الدعوة الإسلامية موقف التكذيب و الإنكار، رغم يقينهم بصدقها.
قال الله تعالی فیهم:
«و لما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم و كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين » (البقرة:89).
«و لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون » (البقرة:101) .[1]
المنابع:
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص311 و 329
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 1، ص325 و 352
الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج 1، ص48
الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 1، ص 179
[1]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج 1، ص48، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص311 و 329، جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 1، ص325 و 352