الجَمل
المجموعات : الحیوانات

الجمل

الجمل الذّكر من الإبل إذا بلغ بضع سنين، و الجمع: جمال و أجمال و جمّل و جمالة و جمائل و جمالات. و الجمالة: القطعة من النّوق لا جمل فيها، يقال: هذه جمالة بني فلان. أو هي الطّائفة من الجمال. و الجمالة: الحبل الغليظ، لأنّها قوى كثيرة جمعت فأجملت جملة. و جاء لفظ الجمل في جميع اللّغات السّاميّة بألفاظ مختلفة، إلّا أنّها قريبة من اللّفظ العربيّ، و هذا يفصح عن عراقته في هذه اللّغات.

قال تعالی:«إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ»[1] و هي وعيد للمكذّبين و اختلفوا فی المراد بالجمل هل هو الذّكر من الإبل الّذي لا يدخل إلّا من باب واسع، او الحبال الضّخام اللّاتي توثق بها السّفن، و فضّل هذا على الأوّل بأنّ الحبال أنسب هنا مثلا للاستحالة، لأنّها المناسب لسمّ الخياط.

و قال تعالی:« إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ»[2] اختلفوا فیها فأكثرهم قالوا: الجمالة الصّفر هي الإبل السّود، فإنّ سوادها مشرب بالصّفرة، و هي الأينق من الإبل و أحسنها، و بعضهم فسّروها بقطع النّحاس و هو مرويّ عن عليّ عليه السّلام أي: هو بقلوس أي حبال الجسور اللّاتي توثق بها السّفن في المراسي، لأنّها تشبه في عظمها أوساط الرّجال.

و للوقوف على معناها ينبغي ملاحظة ما قبلها و معناها عند الطّبرسيّ أنّ اللّه وعد المكذّبين و أمرهم بأن ينطلقوا إلى ظلّ هو دخان النّار ذي ثلاث شعب، تحيط المكذّبين من فوقهم و عن يمينهم و عن شمالهم كالسّرادق، ظلّ ليس بظليل يسترهم عن حرّ النّار، و يغنيهم عن لهبها، ظلّ ترمي بشرر، أي ما يتطاير من النّار من قطع تشبه القصر في كبرها، و الجمال السّود الصّفر في كبرها و لونها و العرب تشبه الشّي ء الكبير بالقصر و بالإبل السّود و عليه فجمالة أو جمالات صفر هي جماعة الإبل. و تفسيره بحبال السّفن يرجع إلى الإبل السّود أيضا، لأنّه تشبيه بما شبّه بها. و قد سبق منّا أنّ كثيرا ممّا جاء في وصف نعيم الجنّة أو نقم النّار تمثيل لا يعلم واقعها إلّا اللّه.[3]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 889

 

[1]الأعراف: 40

[2]المرسلات: 32، 33

[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 889