الخنزير
المجموعات : الحیوانات

الخنزیر

الخِنزِير: حيوان ثديى ثقيل ذو فِرطِيسة طويلة و أنياب كبيرة خصوصا عند الذكور منها. الجمع: خَنازير. مشتقّ من الخَنزَرة و هى الغِلَظ.[1]

جاء لفظ الخنازیر فی آیة واحدة بشأن بنی اسرائیل، و لفظ الخنزیر فی اربع آیات من القرآن الکریم کلها فی تحریم لحم الخنزیر. قال تعالی: «قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ»[2] .

و قال: «و إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»[3]

تذكر الآية ما هی من أكثر المحرمات انتشارا في ذلك العصر، في بعضها خبث ظاهر كالميتة و الدم و لحم الخنزير، و في بعضها خبث معنوي كالتي ذبحت من أجل الأصنام. فالجاهليون حرّموا بعض الأطعمة الطيبة استنادا إلى ما توارثوه من خرافات و أوهام، لكنهم بدلا من ذلك كانوا يعمدون عند قلة الطعام إلى أكل الميتة أو الخنزير أو الدم.

الخنزير حتى عند الأوروبيين المولعين بأكل لحمه رمز التحلل الجنسي. و هو حيوان قذر للغاية، و تأثير تناول لحمه على التحلل الجنسي لدى الإنسان مشهود. حرمة تناول لحمه صرحت بها شريعة موسى عليه السّلام أيضا، و في الأناجيل شبّه المذنبون بالخنزير، كما أن هذا الحيوان مظهر الشيطان في القصص. و من العجيب أن أناسا يرون بأعينهم قذارة هذا الحيوان حتى إنه يأكل عذرته، و يعلمون احتواء لحمه على نوعين خطرين من الديدان، و مع ذلك يصرّون على أكله. دودة «التريشين» التي تعيش في لحم هذا الحيوان تتكاثر بسرعة مدهشة، و تبيض في الشهر الواحد خمسة عشر ألف مرة، و تسبب للإنسان أمراضا متنوعة كفقر الدم، و الغثيان، و حمّى خاصة، و الإسهال، و آلام المفاصل، و توتر الأعصاب، و الحكّة، و تجمع الشحوم داخل البدن، و الإحساس بالتعب، و صعوبة مضغ الطعام و بلعه، و التنفس و ...و هكذا تتجلى عظمة الأحكام الإلهية بمرور الأيّام أكثر فأكثر. يقول البعض أن العلم تطور بحيث استطاع أن يقضي على ديدان هذا الحيوان، و لكن على فرض اننا استطعنا بواسطة العقاقير، أو بالاستفادة من الحرارة الشديدة في طبخه، إلّا أن أضراره الاخرى ستبقى. ثبت اليوم في علم الأغذية، أن الأغذية لها تأثير على الأخلاق و المعنويات عن طريق التأثير في الغدد و إيجاد الهورمونات. و ذلك الأصل علمي مسلّم، و هو أن لحم كل حيوان يحوي صفات ذلك الحيوان أيضا. من هنا تبقى للحم الخنزير خطورته في التأثير على التحلل الجنسي للآكلين، و هي صفة بارزة في هذا الحيوان.

ثم تحريم المواد الأربع المذكورة تكرر في أربع سور من القرآن، سورتين مكيتين و سورتين مدنيتين فيبدو أن تحريم هذه اللحوم أعلن أولا في أوائل البعثة، ثم أعلن ثانية في أواخر إقامة الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم في مكة، و تكرر الإعلان ثالثة في أوائل الهجرة إلى المدينة، ثم أعيد التأكيد رابعة في أواخر عمر الرّسول في سورة المائدة و هي آخر سور القرآن. كل هذا التأكيد يعود إلى أهمية الموضوع و إلى ما في هذه المواد من أخطار جسمية و روحية، و إلى اتساع نطاق تلوث النّاس آنئذ بها.[4]

المنابع:

الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 518

الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 1، ص 489

 

[1]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 518

[2]المائدة: 60

[3]البقرة: 173

[4]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 1، ص 489