الكوكب
المجموعات : السماء والعالم

الکوکب

الكَوكَب : النجم فى السماء و الجمع: الكواكب . و هى أجرام سماوية تدور حول الشمس و تستضِى ء بضوئها.[1]

جاء الکوکب ثلاث مرات و الکواکب مرتین فی القرآن، قال تعالی فی محاجة ابراهیم علیه السلام مع قومه: «فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلين »[2] و اختلف في الكوكب الذي رآه فقيل هو الزهرة و قيل هو المشتري.[3]

و الذي يؤيده الاعتبار أنه كان كوكب الزهرة، و ذلك لأن الصابئين ما كانوا يحترمون و ينسبون حوادث العالم الأرضي إلا إلى سبعة من الأجرام العلوية التي كانوا يسمونها بالسيارات السبع... فالظاهر أن الكوكب كان أحد السبعة و القمر و الشمس مذكوران بعد، و عطارد مما لا يرى إلا شاذا لضيق مداره فقد كان أحد الأربعة: الزهرة، و المريخ و المشتري، و زحل، و الزهرة من بينها هي الكوكبة الوحيدة التي يمنعها ضيق مدارها أن تبتعد من الشمس أكثر من سبع و أربعين درجة، و لذلك كانت كالتابعة الملازمة للشمس فأحيانا تتقدمها فتطلع قبيل طلوعها و تسمى عند العامة حينئذ نجمة الصباح ثم تغيب بعد طلوعها، و أحيانا تتبعها فتظهر بعد غروب الشمس في أفق المغرب ثم لا تلبث إلا قليلا في أول الليل دون أن تغيب، و إذا كانت على هذا الوضع و الليلة من ليالي النصف الأخير من الشهر القمري كليلة ثماني عشرة و تسع عشرة و العشرين فإنها تجامع بغروبها طلوع القمر فترى أن الشمس تغرب فتظهر الزهرة في الأفق الغربي ثم تغرب بعد ساعة أو ساعتين مضتا من غروب الشمس ثم يطلع القمر عند ذلك أو بعد ذلك بيسير. و هذه الخصوصية من بينها إنما هي للزهرة بحسب نظام سيرها و في غيرها كالمشتري و المريخ و زحل أمر اتفاقي ربما يقع في أوضاع خاصة لا يسبق إلى الذهن فيشبه من هنا أن الكوكب كان هو الزهرة. على أن الزهرة أجمل الكواكب الدرية و أبهجها و أضوؤها أول ما يجلب نظر الناظر إلى السماء بعد جن الليل و عكوف الظلام على الآفاق يجلب إليها. و هذا أحسن ما يمكن أن تنطبق عليه الآية و يتأيد هذا الذي ذكرناه بما ورد في بعض الروايات عن أئمة أهل البيت أن الكوكب كان هو الزهرة.[4]

المنابع:

الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 310

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 500

الميزان في تفسير القرآن، ج 7، ص 173

 

[1]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 310

[2]الانعام: 76

[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 500

[4]الميزان في تفسير القرآن، ج 7، ص 173