القمر
القَمَر: قَمَرُ السّماء. يقال عند الامتلاء و ذلك بعد الثالثة، قيل: و سمّي بذلك لأنه يَقْمُرُ ضوء الكواكب و يفوز به .[1]
إن القمر كوكب صغير نسبيا فهو اصغر من الأرض ب 49 مرة وفقا لحسابات العلماء، لهذا فان قوة جاذبيته تعادل سدس قوة جاذبية الأرض، ومتوسط بُعده عن الأرض أكثر من 384 الف كيلومتر، لذلك فان نور القمر يصل إلينا خلال أكثر من ثانية واحدة بقليل.
وتبلغ سرعة حركته في دورته حول الأرض كيلو مترا واحدا في الثانية، ويدور حول الأرض مرة واحدة على مدى شهر قمرى واحد أي «أكثر من 29 يوما بقليل»، ويدور حول نفسه أيضا مرة واحدة خلال نفس هذه الفترة، وبما أن هاتين الحركتين متناسقتان فإن جانب القمر الذي يقابل الأرض يكون ثابتا على الدوام، ولا عجب إذا قلنا إن نور القمر حين اكتماله ليلة البدر أقل من ضوء الشمس ب 460 ألف مرة، إلاأن هذا النور الضئيل يضي ء الليالي المقمرة، ويظهر كمصباح جميل كثيف الشعاع ومريح للفؤاد وبمنظر شاعري محبب.
فقد تمت الإشارة إلى القمر وبركاته وفوائده في آيات كثيرة من القرآن الكريم، وورد القسم به في آيات اخرى أيضا، وجاء الحديث عن «القمر» في ما مجموعه 27 آية من القرآن الكريم، واشير إلى تسخير القمر في سبع آيات من هذه الآيات التي تبين أهمية فوائده في حياة البشر[2] .
إن فوائد وبركات القمر كثيرة للغاية، حيث نشير هنا إلى عدد منها:
إن دوران القمر حول الأرض يشكل تقويما طبيعيا لطيفا، وقد مر شرحه في الأبحاث السابقة.
إن الضياء المناسب الذي يمنحه القمر بالرغم من أنه لا يزيل ظلمة الليل كليا ولكن يمكن أن يساعد الإنسان إلى حد ما في الكثير من الليالي على اكتشاف طريقه في المدن والصحارى والبحار، لا سيما أن نور القمر مناسب وملائم بحيث لا يزعج الإنسان والموجودات الاخرى أثناء النوم والراحة ليلا، بل يشعر الإنسان باطمئنان خاص من خلال نور القمر.
إن مسألة المد والجزر في البحار إحدى الآثار البارزة لوجود القمر، فالذين ذهبوا إلى البحار كان بامكانهم ملاحظة هذا الأمر في الليل والنهار حيث يرتفع وينخفض منسوب المياه مرتين كل يوم، ويعبر عن ذلك بالمد والجزر، ويستمر كل منهما لمدة 6 ساعات تقريبا. فأثناء المد يرتفع منسوب المياه ويغطي معظم سواحل البحر، وخلال الجزر تنكشف سواحل البحار. ولهذا المد والجزر فوائد مهمة في حياة البشر منها: تراجع مياه الأنهار التي تصب المياه العذبة في البحار مما يؤدي إلى ري الأراضي الواسعة عن طريق ذلك كما يشاهد في بساتين النخيل الساحلية الواسعة في خوزستان. ومن الفوائد الاخرى للمد والجزر هي حركة المكائن في المصانع ونشاط المولدات الكهربائية، وكذلك الإبحار، حيث إن السفن الكبيرة تستطيع خلال المد أن ترسو في معظم السواحل حيث يتم تحميل وتفريغ حمولتها، وتنظيف المواني ء، وصيد الأسماك، وتحريك مياه البحر وموازنة حرارته ومركباته أيضا وامور اخری.[3]
المنابع:
مفردات ألفاظ القرآن، ص 684
نفحات القرآن، ج 2، ص 163
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 684
[2]الاعراف: 54؛ الرعد: 2؛ ابراهيم: 33؛ النحل: 12؛ لقمان: 29؛ فاطر: 13؛ الزمر: 5.
[3]نفحات القرآن، ج 2، ص 163