بحر الهند
هو أعظم هذه البحار و أوسعها و أكثرها جزائر و أبسطها على سواحله مدنا، و لا علم لأحد بموضع اتصاله بالمحيط محدودا لعظم اتصاله به وسعته و امتزاجه به، و ليس كالمغربي لأن اتصال المغربي من المحيط ظاهر في موضع يقال له الزقاق، بين ساحله الجنوبي الذي عليه بلاد البربر و ساحله الشمالي الذي هو بلاد الأندلس أربعة فراسخ بين كل ساحل من الآخر، و ليس كذلك الهندي، و يتشعب من الهندي خلجان كثيرة إلا أن أكبرها و أعظمها بحر فارس و القلزم اللذين تقدم ذكرهما. و قد كنّا ذكرنا أن أول بحر فارس التّيز آخذا نحو الشمال، فأما أخذه نحو الجنوب فهي بلاد الزنج، و ينعطف من تيز الساحل مشرقا متسعا فتمر سواحله بالدّيبل و القسّ و سومنات، و هو أعظم بيوت العبادات التي بالهند، جميعه هو عندهم بمنزلة مكة عند المسلمين، ثم كنباية ثم خور يدخل منه إلى بروص، و هي من أعظم مدنهم، ثم ينعطف أشدّ من ذلك حتى يمر ببلاد مليبار التي يجلب منها الفلفل، و من أشهر مدنهم: منجرور و فاكنور ثم خور فوفل ثم المعبر، و هو آخر بلاد الهند، ثم بلاد الصين، فأوّلها الجاوة يركب إليها في بحر صعب المسلك سريع المهلك، ثم الى صريح بلاد الصين، و قد أكثر الناس في وصف هذا البحر و طوله و عرضه، و قالوا فيه أقوالا متفاوتة تقدح في عقل ذاكرها، و فيه من الجزائر العظام ما لا يحصيه إلا الله، و من أعظمها و أشهرها جزيرة سيلان و فيها مدن كثيرة و جزيرة الزابج كذلك و جزيرة سرنديب كذلك و جزيرة سقطرى و جزيرة كولم و غير ذلك.[1]
المراد من البحرین في قوله:«مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ » (الرحمن:19) فی قول الحسن بحر الروم و بحر الهند.[2]
و فی رواية كعب الأحبار فی قوله:«حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ» (الکهف:60) أن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الهند و هو بحر الصين ...[3] لکنه كثرت القصص و الحكايات و كذا الروايات في الخضر بما لا يعول عليها ذو لب منها رواية كعب الأحبار.[4]
المنابع:
الكشف و البيان (تفسير ثعلبى)، ج 9، ص 181
الميزان في تفسير القرآن، ج 13، ص 354
معجم البلدان،ج 1،ص 346
الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 4، ص 239
[1]معجم البلدان،ج 1،ص 346
[2]الكشف و البيان (تفسير ثعلبى)، ج 9، ص 181
[3]الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 4، ص 239
[4]الميزان في تفسير القرآن، ج 13، ص 354