بیعة العشیرة
بیعة العشیرة هی التی یشیر الیها حدیث انذار یوم الدار فدعا رسول الله صلی الله علیه و اله اقاربه الی الاسلام و بایعه علي علیه السلام علی ان یکون خلیفته و وزیره. فإنّه وفقا لما ورد في التواريخ الإسلامية، أمر النبي في السنة الثالثة بدعوته الأقربين من عشيرته، لأن دعوته حتى ذلك الحين كانت مخفية «سرية»، و كان الذين دخلوا في الإسلام عددا قليلا، لذلك حين نزلت الآية: «و أنذر عشيرتك الأقربين » و الآية «فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين »[1] أمر النبي أن يجعل دعوته علنية، و بدأ ذلك بدعوة أهله و أقربائه . و أما كيفية إبلاغه و إنذاره إياهم، فهو بإجمال أنه دعا النبي «عشيرته» إلى بيت عمه أبي طالب، و كانوا في ذلك اليوم حوالي أربعين رجلا، و كان ممن حضر هذه الدعوة بعض أعمام النبي صلى الله عليه و آله و سلم كأبي طالب و الحمزة و أبو لهب و العباس، و بعد أن تناولوا الطعام، و أراد النبي أن يؤدي ما عليه، تكلم أبو لهب كلمات أحبط بها خطة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، لذا فقد دعاهم النبي في اليوم التالي أيضا. و بعد أن تناولوا الطعام، قال صلى الله عليه و آله و سلم: «يا بني عبد المطلب، إني و الله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم بخير الدنيا و الآخرة ... و قد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟» فأحجم القوم عنها غير علي، و كان أصغرهم فقال: «يا نبي الله، أنا أكون وزيرك عليه»، فأخذ رسول الله برقبته، و قال: «إن هذا وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا» فقام القوم يضحكون، و يقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع.[2] كان للنبي صلی الله علیه و آله بيعة عامة و بيعة خاصة فالخاصة بيعة الجن و لم يكن للإنس فيها نصيب و بيعة الأنصار و لم يكن للمهاجرين فيها نصيب و بيعة العشيرة ابتداء و بيعة الغدير انتهاء و قد تفرد علي علیه السلام بهما.[3]
المنابع:
الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 11، ص 479
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج 38، ص 218
[1]الحج: 94
[2]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 11، ص 479
[3]بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج 38، ص 218